|
كشفت النيويورك تايمز تفاصيل المخطط الأمريكي “الشرق الاوسط الجديد” لاعادة تقسيم الدول العربية الى دويلات متناحرة متطاحنة ، بما يخدم استراتجيتها في احكام سيطرتها على المنطقة ونهب ثرواتها وخاصة النفطية ، وفرض العدو الصهيوني كشرطي وحيد عليها.
هذا المخطط الذي نشرته “القدس العربي” و”الانباء ” اللبنانية في عددهما الصادر في تشرين الاول الجاري، نقلا عن الصحيفة الاميركية ، يستند الى تحليل المحلل روبرت رايت المنشور في الصحيفة المذكورة ، ويقوم على تقسيم خمس دول عربية الى “15″ دولة .
وفي التفاصيل تقسم سوريا الى ثلاث دويلات هي: دولة للعلويين تسيطر على الساحل السوري، ودولة للاكراد “كردستان السورية” والتي من المرجح ان تتحد مع “كردستان العراق” والدولة السنية في وسط سوريا .
ويشير رايت الى ان المخطط الاميركي يعمد الى تقسيم المملكة العربية السعودية الى خمس دول وهي: دولة للوهابيين في الوسط ويعني في نجد، ودولة في الغرب على ساحل البحر الاحمر تضم المقدسات الاسلامية ” مكة المكرمة والمدينة المنورة “وميتاء جدة، والدولة الثالثة في الجنوب”عسير” وهي محاذية لليمن، والرابعة في الشرق تضم المناطق النفطية ، والخامسة في الشمال على الحدود الاردنية والعراقية.
ويمضي رايت في شرح المخطط حيث تقسم اليمن الى دولتين في الشمال والجنوب، وليبيا الى ثلاث دول : دولة طرابلس، ودولة برقة ، ودولة فزان، والعراق الى ثلاث دول ايضا ، وهو بالفعل مقسم بموجب دستور “بريمر” …دولة للاكراد في الشمال ، ودولة للشيعة في الجنوب ،وثالثة للسنة في الوسط، ، ويرجح المخطط الابقاء على وحدة الاردن ومصر .
الاعلان عن هذا المخطط وفي هذا الوقت بالذات و بمنتهى الوضوح ، يؤكد ان ما يجري في العالم العربي ليس صدفة ، ولا أمرا عفويا ،وانما هو جزء من المخطط الاميركي “الشرق الاوسط الجديد” الذي اعلنه المحافظون الجمهوريون مبكرا، وخلال فترة رئاسة بوش الابن، ودعوا الى اعتماد الفوضى الخلاقة لتفيذ هذا المخطط .
وفي هذا السياق فلا بد من الاشارة بان واشنطن لا تخفي مخططاتها ولا تعمل بمعزل عن حلفائها من قوى اقليمية ودولية، ففرنسا وبريطانيا يدعمان هذا المخطط ، كما ان القوى الانعزالية العربية والطائفية والمعادية لوحدة الامة تدعمه ايضا ، ويدعمه العدو الصهيوني، فهو المستفيد الاول من تشظية المنطقة ، وتقسيمها الى اشلاء متناحرة، ليبقى هو الدولة الاقوى، لا بل الاقوى من كافة هذه الاشلاء مجتمعة.
باختصار…. ما يجري في المنطقة من الماء الى الماء ..هو المقدمة لتنفيذ المخطط الاميركي المذكور ، وليس سرا ان واشنطن استغلت الربيع العربي والمصاعب التي تعترض مسيرته ، فعملت على تدجينه وترويضة ، وحرفه عن مساره الصحيح، من خلال تأييد القوى المناهضة للثورات ، واشعال الحروب الاهلية ،والفتنة الطائفية والمذهبية .. وهو ما يترجم اليوم على الساحة العربية عموما لتنفيذ “الشرق الاوسط الجديد” واداته القذرة الفوضى الخلاقة.
في السبت 05 أكتوبر-تشرين الأول 2013 07:15:12 ص