الاصطفاف .. تنفيذاً لمخرجات الحوار
كاتب/يونس هزاع حسان
كاتب/يونس هزاع حسان

عندما تتعدد الاحزاب يفترض أن تتاح خيارات أكثر للتفكير والتدبير والتوجه نحو الخيار الاكثر ملاءمة للانتقال الى حكم ديمقراطي رشيد يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها احترام الانسان وحقوقه وحرياته وكرامته .. أهدافها تنمية المجتمع تنمية وطنية شاملة قائمة على العدالة في توزيع الموارد بين جميع الوحدات الإدارية والذي في محصلته يتحقق هدف إعلاء سيادة القانون حيث الانضباط من الجميع ..

 ان الدور الذي يجب أن تلعبه الاحزاب السياسية في مجتمع التعددية السياسية والحزبية يتجاوز الصراع السياسي على السلطة الى مربعات التعامل اليومي الايجابي مع التطورات والاحداث بعيدا عن الاجندات السياسية والمشاريع الشخصية أو المناطقية خاصة عندما يتعلق الامر بإحداث نقلة نوعية وتحول تاريخي كهذا الذي يعيشه الوطن اليمني حيث ينتهي من حوار سياسي على مدى ستة أشهر مستكملا رسم ملامح دولة النظام والرفاهية والقانون على المستوى النظري كمرحلة أولى ، ومن ثم يتأهب الى الانتقال بذلك المشروع الى الواقع عبر تنفيذ ما تبقى من خارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجيه وآليتها التنفيذية ..

 إذن فالمرحلة القادمة تتطلب من الجميع أحزابا ومستقلين .. سياسيين ، مثقفين .. أدباء ومفكرين استيعاب دروس الحوار ، واستيعاب دروس التاريخ والجغرافيا للانطلاق الى الفعل الحقيقي في تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية من جهة .. وفي التحرك بين أوساط الجماهير للتوعية والتثقيف بالاهداف القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى التي تضمنتها مخرجات الحوار وما تمثله هذه المخرجات من جوانب ايجابية في خدمة بناء اليمن الجديد من جهة أخرى ..ذلك أن معظم قواعد تلك الاحزاب والتنظيمات السياسية، والمنظمات الجماهيرية ، والقطاعات النسائية والشبابية بحاجة الى المزيد من العناية والاهتمام والتوعية بمضمون ما أفضى اليه الحوار من نتائج ..

 ان المرحلة القادمة تعني تخلي كل مكون ، وكل فصيل ، وكل تنظيم سياسي عن مشروعه الجهوي الذي قدمه والانتقال للعمل بالمشروع التوافقي الذي اتفق عليه الجميع في خضم مسيرة الحوار الوطني الشامل والذي يعني الانتقال فكرا وممارسة من حالة التفكير أحادي الجانب الى التفكير المشترك الذي تتحد فيه الطاقات الوطنية من أجل هدف واحد هو تنفيذ مخرجات الحوار كما تم التوافق عليه وليس كما كان يراد لها من كل جانب على حدة.

 الاصطفاف الوطني هو عنوان المرحلة القادمة ، وهو الطريق الجدير بأن يسير فيه كل وطني غيور على اليمن ، وكل من يرفع شعار ( الوطن أغلى) هذا الوطن الذي يحتاج الى كل جهد وتضحية ومثابرة .. لأن التوجه نحو بناء المستقبل لا يمكن الا أن يتم بنضال موحد الفكر والهدف يستوعب خلاصة النضالات الوطنية التي عبر عنها التفاعل الجاد والبناء في مضمار مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. اذن فليتخل كل طرف عن مشروعه ولنبدأ معا في تنفيذ مشروع واحد هو قرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل كما تم التوافق عليها والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية الحديثة (دولة المواطنة المتساوية ، والنظام والقانون ) ..

Unis2s@rocketmail.com


في الأحد 06 أكتوبر-تشرين الأول 2013 03:05:59 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=662