نجاحات إضافية للدبلوماسية الرئاسية
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
 

  على مدى العامين الماضيين لم يقتصر جهد الرئيس عبدربه منصور هادي على إعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل بكل ما فيه من معاناة وصعوبات وإنما تجاوز ذلك إلى تفعيل الدبلوماسية الرئاسية في اتجاه الخارج وحشد الدعم المادي واللوجستي لانجاز التسوية السياسية التاريخية حيث شاهدنا ذلك جليا في نتائج زياراته المكوكية إلى دول الشرق والغرب والتي انعكست بآثارها الايجابية على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .

- صحيح أن الأوضاع الداخلية بصورة عامة لم ترتق إلى المستوى المطلوب لكنه قطعاً في حالة أفضل مما لو كانت الدبلوماسية الرئاسية لم تتحرك في اتجاه تأمين المناخات والظروف الملائمة والداعمة للتمكين السياسي والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي فضـلاً عـن تأميـن إرادة القوى السياسية عـلى السـاحـة في اعتمـاد الحـوار بديلا عن الاحتراب.

والصحيح أيضا أن الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأسرة الأممية لم يكن بوسعهم –واليمنيون قد تمسكوا بحبل التسوية السلمية التاريخية – غير مد العون والمساعدة التي كان نجاحها ولا يزال مرهوناً بإرادة اليمنيين أنفسهم ولما كان هناك تلازم بين مسار التسوية السياسة وتغطية الالتزامات الاقتصادية فإن الإخلال بأحدهما يؤثر -دون شك- على الآخر.

وعلى هذا النحو لم يترك الرئيس عبدربه منصور هادي سانحة لأي من المسارين أن يسبق أحدهما الآخر، بل وعمل جاهداً وفي اتجاهات متعددة ، سواء في تهيئة مناخات التسوية السياسية عبر الحوار أو العمل على توفير الدعم الاقتصادي بكثير من الحنكة والاقتدار، حيث رأينا ذلك جلياً في الجهود الرئاسية المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء وتسوية أرضية الحوار الوطني بين مختلف القوى والاتجاهات والتحرك خارجيا في تأمين متطلبات المرحلة الانتقالية، إذ أقام الرئيس هادي شراكة فاعلة مع الدول الشقيقة والصديقة ومؤسسات التمويل الدولية الذين نجحوا جميعاً في تقديم 8 مليارات دولار لدعم هذه المرحلة.

ولقد نجح الرئيس هادي في البدء بتنفيذ المشروعات الاستراتيجية ذات الصلة بتحديث وتوسيع البنى الأساسية ومعالجة الاختلالات الهيكلية وها هي مؤشرات نتائج الزيارة الرئاسية إلى العاصمة الصينية بكين تثمر عن سلسة من الاتفاقيات التي ستقوم الصين بموجبها بإقامة محطات توليد للطاقة الكهربائية بطاقة خمسة آلاف ميجا وات وكذلك إنشاء وتوسيع الموانئ الجوية والبحرية وغيرها من المشروعات التي تمثل بالنسبة لليمنيين بارقة الأمل الحقيقي للخروج من بقـع الظلام المتناثرة هنـا وهناك.. وبذلك يكون اليمنيون جميعاً أمام مسؤولية انجاز هذا الاستحقاق الوطني بامتياز.

    
في الأحد 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 03:45:49 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=730