من المسؤول عن المرحّلين؟!!
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/عبدالله سلطان

< في برنامج «شفافية» من قناة «اليمن» كانت هناك قضية المرحّلين من المملكة العربية السعودية...في صباح يوم 11 نوفمبر، استضيف وكيل وزارة المغتربين عبدالقادر همام والأخ نجيب العديني رئيس منظمة «يمنيو المهجر».. ومشاركة عدد من الإخوة عبر الاتصال الهاتفي من منفذ حرض، وأحد موظفي السفارة وخبير اقتصادي ومدير المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء.. وكل كان يطرح عن المشكلة بعاطفة، والبعض كان يتحدث عن طريقة وأسلوب الترحيل، وكذا عن المعاناة التي يكابدها المرحلون عند المنافذ، وغياب دور الجهات المختصة في استقبال المرحلين والتخفيف من معاناتهم.

< طبعاً إذا كان هناك استياء من أساليب الترحيل.. فالعتب على الشقيقة، لكن قد نعذر الجهات المختصة في المملكة.. فقد يكون لها أسبابها ومبرراتها خاصة وأن هؤلاء المرحلين دخلوا المملكة بالطرق غير الشرعية “تهريب” وقد أعطيت لهم مهلة من قبل الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين لتسوية ومعالجة أوضاعهم.. وانتهت المدة دون أن يقوموا بتسوية أوضاعهم، مما جعلهم يمارسون التهرب والتخفي على الجهات المختصة، الأمر الذي لقت معاناة في الملاحقة لهم.. ناهيك عن أولئك الذين يرحلون المرة الأولى فيصرون على العودة وعن طريق التهريب مما قد يجعل تصرف الجهات المختصة بالترحيل غير لائقة وقاسية مع المرحلين دون تمييز... لكن من حيث المبدأ فترحيل اليمنيين قد اقتصر، أو انحصر في أولئك اليمانيين الذين دخلوا المملكة بطرق غير مشروعة “التهريب” ..وهذا يعتبر حقاً مشروعاً للسعودية، ولكل دول العالم بما فيها اليمن الحق في القبض والتوقيف والترحيل لأي أشخاص دخلوا هذا البلد أو ذاك بطريقة غير مشروعة.. وإذا كنا في اليمن لا نبالي ولا نهتم بذلك مع الأجانب الذين يدخلون البلاد، فهذا لا يعني أن ندعو الآخرين لمعاملة المهاجرين اليمنيين غير الشرعيين بالمثل.. وخاصة حين يكون هؤلاء ممن لا يمتلكون أية مؤهلات أو خبرات مناسبة وتتطلبها فرص العمل في بلد المهجر.. فيظلون يتسكعون في الشوارع والأسواق دون عمل فيشكلون عبئاً للدولة المستقبلة من خلال ما يشكلون من مشاكل عديدة.

< ومن العقل والموضوعية والمنطق والتأكيد أننا ذاهبون نحو الدولة الجديدة ذات المصداقية والشفافية أن نعيد المشكلة لأسبابها الرئيسة والجوهرية.. فالذي حصل للإخوة المرحلين من المملكة وإعادتهم إلى اليمن سواء من قبل الجهات المختصة في السعودية أو من قبل المنافذ اليمنية المستقبلة لهم، والقصور الفاضح في ذلك.

ـ فالمشكلة تبدأ من هنا من اليمن ..وأهم هذه المشاكل الأوضاع الاقتصادية السيئة وغياب التنمية، والاستثمارات اللازمة لإيجاد فرص عمل جديدة وباستمرار تستوعب العمالة الدنيا والمتوسطة وذات الخبرة، وتمتص البطالة المعروضة في السوق...التي ترتفع يومياً، وتوفر ظروف العيش والاستقرار وعدم التفكير في الهجرة بطريقة شرعية وغير شرعية، المسؤول الآخر هم المهاجرون المرحلون لأنهم يعلمون أن المملكة لم تعد تمنح التأشيرة إلا لأناس مؤهلين لأنها لم تعد بحاجة إلى أياد عاملة، ومع ذلك يصر الكثير على الهجرة والدخول إلى المملكة و بطرق غير شرعية لأنهم لم يحصلوا على التأشيرة “الفيزة” علماً بأن هؤلاء العمال يعلمون أن من سبقهم قد أعيد ولم يعتبروا وإنما يصرون على دخول المملكة عن طريق التهريب.. ومثل هؤلاء لا يجدون أي كفيل ولا يجدون أعمالاً.. إنه كما قلت إنهم من العمالة غير المطلوبة في السعودية فيظلوا مطاردين حتى يقعوا في قبضة الجهات المختصة.

ـ أما استقبالهم في المنافذ اليمنية فذلك مسؤوليتنا في اليمن لأننا لم نعد العدة لاستقبالهم والتخفيف من معاناتهم.. لكن كما نعرف أن بلادنا في مرحلة صعبة، وحكومة الوفاق لم تدرس المشكلة الاقتصادية والتنموية لتحسين ظروف الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 
في الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 06:47:43 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=744