حقوق المرأة.. الحلم والواقع
نجلاء البعداني
نجلاء البعداني

ضحكت حتى الثمالة وأنا أقرأ رسالة بعث بها أحد الإخوة يطلب مني المشاركة في الندوة التي ينظمها حول حقوق المرأة اليمنية؛ لأنني كنت شاهد عيان على الطريقة التي تعامل بها هذا الأخ مع زوجته حين طلبت منه أن يسمح لها بإكمال دراستها تنفيذاً للوعد الذي قطعه لها قبل الزواج ولازلت أذكر حين قال لي عندما حاولت إقناعه بطلب زوجته وإنها حق من حقوقها.. حينها رد «مافيش عندنا نسوان يدرسين.. مدرسة المرأة بيتها».

اليوم أخونا ناشط حقوقي ومن أبرز المدافعين عن حقوق المرأة كما يقول.. فالمرأة نصف المجتمع وشريك أساسي في البناء والتنمية ولا يمكن بأية حال من الأحوال إغفال دورها في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويجب أن تمنح كافة الحقوق والامتيازات دون أي انتقاص.. هي أم ومربية فاضلة، هي أيضاً طبيبة ومهندسة وإعلامية...الخ؛ فوجود المرأة ومشاركتها في شتى ميادين العمل ضرورة لتقدم المجتمع ونهضته.. هكذا يقول الجميع بما فيهم مشائخ الدين في بعض تجلياتهم أو عندما تكون للمرأة حاجة يريدون منها أن تقضيها لهم.. فحقوق المرأة مرتبطة بما يعود على الرجل من هذه الحقوق.. ولكن سرعان ما يتغير الوضع وتصبح المرأة عورة ويحرم خروجها ولا يجوز لها أن تعمل أو تتعلم أو تقود سيارة حتى إن صوتها على الهاتف يثير الفتنة ويحرض على الرذيلة وفي لحظة تسقط عنها كافة الحقوق بما في ذلك حقها في حياة كريمة وحقها في التعليم والحصول على وظيفة تقتات منها إذا ما غدر بها الزمان يوماً وتنكر لها الرجل الذي يتشدق بأنه القيم عليها ولا يقبل أن تقوم هي على نفسها.

حكايات مأساوية للمرأة التي يتحدث الجميع عن حقوقها لكنهم أبداً لم يمنحوها هذه الحقوق للحفاظ على كرامتها وإنسانيتها، وظل واقع المرأة كما هو دون تغيير ومازالت تقاتل من أجل أبسط حقوقها في الحياة، وكم هو مؤلم أن نرى المرأة تتسول وأخرى تعمل في البيوت وغيرها سلكت طريقاً آخر، كل هذا لتأمين لقمة عيش تسد بها رمقها وتشبع بطون أطفال لها بعد أن تنكر لها الرجل وحرمها من أبسط حقوقها ولم يعد يرى نفسه قيماً عليها كان يدعي لدرجة أنه قطع صلته أيضاً بأطفاله وألقى كل الحمل على المرأة فالرجل مشغول بالحديث عن حقوق المرأة والطفل لدرجة أنه نسى أن يعطي المرأة حقوقها الواجب عليه.

ولهذا فالفرق كبير بين من يتحدث عن حقوق المرأة ويشغل وقته في التنظير وإلقاء المحاضرات عن معاناتها وبين من يؤمن بحقوق المرأة ويعمل جاهداً لتحصل عليها على أرض الواقع.. وهذا يعني أن على الرجل أن يكون صادقاً ومؤمناً بأن للمرأة حقوقاً يجب أن تنالها وتستفيد منها لبناء عالمها إلى جانب شريكها الرجل الذي لابد أن يكون شريكاً حقيقياً في كل مناحي الحياة وليس شريكها في الفراش فقط.. ولكن لايكون ذلك ممكناً إلا حين يتخلى الرجل عن نظرته الدونية للمرأة وأن لا يعتبرها مجرد متعة وإشباع رغباته ونزواته وأنها مجرد سلعة اشتراها كغيرها من المقتنيات وليس لها من الحقوق إلا ما يقرر هو فقط.


في الجمعة 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 03:19:53 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=745