البحث عن دور العلماء في مواجهة الفتن !
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -


لا شك أن جميع أبناء الشعب يستنكرون ويدينون كل تلك الجرائم المتتابعة التي يعيش الوطن مآسيها ومغباتها ويعتقدون بأنه لا يجوز بأي شكل من أشكال الاختلاف أو لأية صورة من ص حسن أحمد اللوزي - 

لا شك أن جميع أبناء الشعب يستنكرون ويدينون كل تلك الجرائم المتتابعة التي يعيش الوطن مآسيها ومغباتها ويعتقدون بأنه لا يجوز بأي شكل من أشكال الاختلاف أو لأية صورة من صور الخلاف أو لأي من الدوافع والأسباب التي لن تكون إلا فاسدة وظالمة أن يدفع أي أحد من كان فردا أو جماعة إلى اقتراف مثل تلك الجرائم المدانة دينيا ووطنيا وعربيا وإسلاميا وإنسانيا ودوليا أو الاحتراب فيما بينهم والتي لا يمكن إلا أن تكون نوعا من إفراز جنون الأحقاد المختلقة واستشراء الضغائن المصطنعة والدخيلة على أبناء الوطن الواحد والأمة العربية والإسلامية الواحدة أمة نبي الرحمة عليه أفضل الصلوات والتسليم والداعي والهادي إلى الأخوة الإيمانية ومبلغ الشريعة الإسلامية السمحاء العاصمة للأرواح والدماء والدين والأعراض والممتلكات والتي صارت خلال هذه المرحلة من تأريخ الأمة العربية والإسلامية عرضة سهلة لأيادي الشر والفتك والغدر والاغتيالات وبلغ التمادي حدا مرعبا في انتهاك الحرمات الدينية والوطنية مع غياب الأمن واستشراء الفوضى وقصور يد الإنصاف والعدالة وتيسر الحصول على الأسلحة والأدوات الفتاكة والتباهي بها بما في ذلك الإلقاء بالنفس إلى التهلكة !!
وهو أشد ما نهى عنه ديننا الحنيف وكافة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية موضحة بجلاء ساطع لأحكام الدين البينة في هذا الشأن الخطير والذي صار يهدد مباشرة مقاصد استخلاف الله للإنسان على الأرض وهو ما يجب على الإخوة العلماء الأجلاء أن يواصلوا تحمل مسؤولياتهم المقدسة في الإيضاح له بكل الوسائل والسبل والإرشاد للفهم الدقيق للدين الحنيف وأحكامه الواضحة القطعية التي لا تحتمل التأويلات وإلى حقيقة الإيمان الصحيح المنزه عن الشبهات !!!والسهر في تعميق ذلك وترسيخه في حياتنا وعلى كل المستويات والشرائح والفئات الاجتماعية وفي الطليعة منها النشء والشباب وفي هذا الصدد أضم صوتي إلى كل ما كتبه أستاذي الجليل الدكتور عبد العزيز المقالح في يوميات الثلاثاء الماضي وخاصة مناشدته للعلماء الأفاضل في بلادنا والوطن العربي والعالم الإسلامي ليقوموا بدورهم في رفض الاستسلام لرياح التعصب والاندفاع وراء المشاريع الضيقة والآنية وبذل كل مستطاعهم من أجل إيقاف نزيف الدماء وما يؤدي إليه من إزهاق الأرواح وإهدار المقدرات والعبث بالإمكانيات فضلا عن الإيضاح والشرح لما توعد الله به من يرتكبون مثل تلك الجرائم قال الله سبحانه وتعالى ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)) صدق الله العظيم ولا بد لي هنا أن أسجل باختصار أيضاً ما أكد عليه عدد من الفقهاء وعلماء الدين الحنفاء بأن من يفقد الإيمان بالله الواحد الأحد ولا يعرف الخشية منه يفقد السيطرة على نفسه وعلى غرائزها وأهوائها وأمراضها وأحقادها فلا يبالي بسبب ذلك أن يدمر حياته وحياة من حوله لا قدر الله ويخسر كل الحياة ويفضي لمثل ذلك الغلو في الدين أو التزمت الشديد أو التكفير للآخرين فكما يؤدي ضعف الإيمان إلى انهيار المثل والقيم وتلاشى الوازع الديني والاستهتار بفضيلة الأخلاق.
وواضح جداً ما يرافق ذلك من تبعات كبيرة وآثار خطيرة وقد جاء في الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم ما يوضح ذلك كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : « لا يقتل القاتل حين يقتل وهو مؤمن ، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،،،إلى آخر الحديث ويراجع في هذا (كتاب الفتن) جنبنا الله منها وكل المؤمنين والمؤمنات????لذلك فإن الغلو والتطرف والتعصب الأعمى في الدين والمذهب والطائفة وادعاء احتكار المعرفة الدينية والإيمان الصحيح يؤدي أيضاً إلى تشويه صورة العقيدة الإسلامية السمحاء والإضرار بمصالح المسلمين وشرخ حياتهم إلى فرق متصارعة بل ومتناحرة وبما يعصف بالأمن والاستقرار والسكينة العامة في بلدانهم الفقيرة والمتخلفة والبائسة للأسف الشديد!!!والأمثلة واضحة للعيان في أكثر من بلد عربي وإسلامي !!!
اللهم جنب شعبنا وبلادنا كل مكروه واحرسهما من كل الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن ومكن عبادك من تحقيق معنى استخلافك لهم في هذا البلد الطيب ولا تجعل بينهم أحدا ممن يصدق إبليس ظنه فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير ،
مقاطع من نص بعنوان (حين تنوء عن حمل الأحزان ):
-------------------------------
كم ذا يدمي هذا الوضع المسلول
القابض بخناق الانفاس
المؤذي للناس
المهلك للنسل وللحرث
الداهم للوقت وللصبر
المتربص بطيور الأحلام 
المطبق بالأحزان
أحزان تطبخها الاهواء
لا تسأل عن حرمات الأوطان
***
كانت كل الأحزان دواءً للقلب وللنفس وللوجدان
كيف توحشت الأحزان؟
صارت داءً يفتك كالسرطان!!
لا يسلم أحد منها
لا تستثني أحداً من كان!
صارت تودي بحياة الإنسان
***
هذا ليس مناخ الوطن الطيب
بلد الإيمان!!
وأولئك ليسوا من أهل الحكمة
لاحب الوطن يداوي علتهم!!
أو تنسل إليهم أنداء الرحمة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر

في الخميس 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 10:11:59 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=762