30 نوفمبر.. الحرية والاستقلال
كاتب/محمد عبده سفيان
كاتب/محمد عبده سفيان

صادف أمس الأول السبت حلول العيد الـ46 للاستقلال الوطني المجيد للجزء الجنوبي من وطننا اليمني الحبيب الذي تحقق في الـ30 من نوفمبر 1967 بعد أربع سنوات من انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة 1963م وخمس سنوات من انطلاق ثورة 26 سبتمبر الخالدة 1962م التي أكد الهدف الأول من أهدافها الستة العظيمة “التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات” فجاء يوم الـ30 من نوفمبر 1967م ترجمة واقعية لهذا الهدف الثوري العظيم في التحرر من الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثماً على الجزء الجنوبي من وطننا اليمني لقرن وتسعة وعشرين عاماً.

الـ30 من نوفمبر 67 كان ثمرة نضال طويل خاضه شعبنا اليمني للتحرر من حكم الأئمة والسلاطين والاستعمار الأجنبي فلولا تلك التضحيات الجسيمة التي قدمها أولئك المناضلون الأبطال من أحرار اليمن في شماله وجنوبه لما انتصرت الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتحقق الاستقلال الوطني المجيد في الـ30 من نوفمبر 1967م وأعيدت لحمة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في الـ22 من مايو 1990م.

لقد امتزجت دماء اليمنيين من شمال الوطن وجنوبه في معارك الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر حيث تقاطر الأحرار من أبناء عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر من اللحظة الأولى لانطلاقتها عام 1962م وكان الشهيد البطل غالب بن راجح لبوزة على رأس كوكبة من المقاتلين من أبناء ردفان الذين اشتركوا في معارك بني حشيش والمحابشة خلال العام الأول للثورة وعاد إلى ردفان ليفجر ثورة 14 أكتوبر عام 1963م كما شارك كوكبة كبيرة من ثوار 14 أكتوبر ومناضلي الجبهة القومية وجبهة التحرير في معركة نقيل يسلح لفك الحصار عن العاصمة صنعاء أثناء ملحمة السبعين يوماً وبالمثل شارك كوكبة من الأحرار والمناضلين من أبناء الشمال في حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني وكان الشهيد عبدالفتاح اسماعيل والشهيد عبدالعزيز عبدالولي العبسي والشهيد مهيوب علي غالب الشرعبي العزوبي “عبود” والمناضلون محمد سعيد عبدالله حاجب “محسن الشرجبي” وراشد محمد ثابت وعبده علي عبدالرحمن الشوافي وعبدالرحمن الصريمي وغريهم كثر لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً وهذا يؤكد واحدية النضال للشعب اليمني وواحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر ولن يستطيع أي كان أن يزيف التاريخ ويشوه الحقائق والوقائع.

لقد كانت مدينة تعز محطة انطلاق الثوار والمناضلين إلى معارك الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في الشمال ومعارك الدفاع عن ثورة 14 أكتوبر في الجنوب وخوض حرب التحرير والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ولذلك فإنه من الواجب أن يتم إطلاق أسماء عدد من رموز النضال ضد الاستعمار البريطاني على عدد من المدارس والكليات الجامعية والشوارع في مدينة تعز مثل الشهيد عبدالفتاح إسماعيل والشهيد عبدالعزيز عبدالولي والشهيد مهيوب علي غالب الشرعبي “عبود” وغيرهم من الشهداء والفقداء من أبناء محافظة تعز الذين كان لهم شرف النضال ضد الاستعمار وتحقيق نصر الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967 والتعريف بأدوارهم النضالية من خلال عقد الندوات وإقامة المحاضرات التي تتحدث عن صفحات من سجلات تاريخهم النضالي المشرّف.


في الإثنين 02 ديسمبر-كانون الأول 2013 07:33:08 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=769