خيارات الحوار والمهام الصعبة
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

 دون شـك، فـإن مسيرة العملية السياسية تواجه صعوبات جمة، لعل في طليعتها تلك المرتبطة بالأطـراف التي حاولت – ولا تزال – تحـاول عـرقـلـة مسـار هذه التسوية، سـواءً كـان ذلـك مـن داخـل مؤتمر الحوار الوطني أو من خارجة.

لذلك كانت إشارات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه الأخير بمناسبة عيد الاستقلال الوطني ذات دلالـة وهو يؤكد على أن الحوار الوطني ماضٍ في اتجاه صياغة المستقبل المنشود لبناء الدولة اليمنية الحديثة.. مع ما يتضمن هذا التأكيد على رفضه القاطع وكل القوى الوطنية على الساحة دعوات التشظي والانفصال والعودة إلى مربعات الماضي الأليم، خاصة أن مثل هذه الدعوات لا يقتصر رفضها على الداخل وإنما يمتد ذلك إلى دول الإقليم والأسرة الدولية التي كان لها جميعاً – ولا يزال – سبق القصب في إطـلاق ورعاية المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة.

إن الفرصة لا تزال سانحة لإثراء القضايا المطروحة أمام طاولة الحوار وتحديداً القضية الجنوبية بالكثير من النقاش للبحث في خيارات ناجعة ترضي مختلف الأطراف دون اللجوء إلى خيارات مــريرة سيدفع ثمنها الشعب الذي لم يعد يحتمل المزيد من تكاليف الرهانات الخاسرة.

لقد كان ومنذ البداية توافـق الأطراف جميعها على المشاركة في الحوار الوطني بهدف الخروج من دوائر الحسابات الضيقة، سواءً تلك التي اعتمدت نظاماً شمولياً أسرياً لفترة ما بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن أو تلك التي تراهن مجدداً التنصل عن ثوابت الوطن والشعب وفي طليعتها منجز الوحدة، حيث ارتضت هذه الأطراف ومنذ البداية على أن الحوار كقيمة حضارية هو الوسيلة الأنجع لحل مشاكل اليمن المستعصية وليس كما يظن البعض فرصة لإعادة إنتاج الماضي التشطيري بكل صوره وأشكاله المقيتة.

والخلاصة أنه و بالرغم من جسامة هذه التحديات والصعوبات، سواءً أخذت إطارها الشخصي والذاتي أو عبرت عن نوازع مناطقية وجهوية ومذهبية، فإنها لن تقود إلى نتيجة وأنه لا سبيل أمام اليمنيين غير الحوار، باعتباره كان أنموذجاً يمنياً ولا يزال بمثابة الخيار الصائب وسط هذا الكم الهائل من التناقضات والتجاذبات التي نتمنى أن يتغلب عليها الأفرقاء داخل مؤتمر الحوار بمعزل عن انتماءاتهم، ذلك أن اليمن هو الأبقى. 
في الأربعاء 04 ديسمبر-كانون الأول 2013 10:57:41 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=774