الإنسان هو القاتل .. وليس الدراجة النارية
كاتب/يونس هزاع حسان
كاتب/يونس هزاع حسان

الدراجات النارية ليست أسلحه نارية.. كذلك الأسلحة ليست هي من يقتل.. ولكن القاتل والمجرم الذي يصوب بندقيته ويضغط الزناد هو القاتل الإنسان ـ مع التسليم بما تقدمه الدراجة النارية من تسهيلات لتنفيذ الجريمة والهروب وفقا لمقولة «أضرب وأهرب».. لكن ما ذنب بقية سائقي الدراجات الذين تشكل دراجاتهم مصدر رزق لهم ولأسرهم.. ليس للدراجة إلا دراجة أخرى أكثر سرعة منها يقودها رجال أمن مدربون على المطاردة لملاحقة وضبط تلك الدراجات المخالفة أو التي يستخدمها القتلة والإرهابيون.. أين اختفت تلك الدراجات النارية التي تمتلكها الدولة والتي كانت تسمى بـ(الطرادات ) ولم نعد نرى إلا القليل جدا منها في بعض الجولات..؟ يمكن أن يسير الإرهابي راجلاً.. أو راكباً دراجة نارية أو هوائية، أو ممتطياً سيارة هيلوكس أو حتى سيارة إسعاف .. كلها وسائل مواصلات يستطيع أن يحولها الإرهابي إلى سلاح للقتل والتخريب.. حتى القلم يمكن أن يكون إرهابياً عندما يتجه به الكاتب نحو تمجيد الإرهاب والأفعال المخلة بالأمن والنظام والآداب أو التبرير لها أو التقليل من خطورتها.. هي الأفكار الشيطانية التي تحرك هذا الكم الهائل من الحقد والبغضاء والكراهية في وطن وصف بأنه سعيد، وشعب معروف بحضارته الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .. أفكار التطرف والجهل، التعبئة الخاطئة تحت ستار الدين، المذهبية، السلالية.. كلها محفزات لنشر الإرهاب ولا تنتعش إلا في وطن ينهار تدريجيا ويتزايد فيه يوما بعد يوم معدل البطالة، والمرض، والأمية.. مع انضمام الملايين يومياً من سكانه إلى مجاميع الفقراء وتحت خط الفقر حيث تتزايد معدلات الإحباط لتقتل يومياً العشرات والمئات ومعهم تقتل آمال آلاف الأسر في اليمن السعيد حيث تختفي السعادة والابتسامة من وجوه الملايين من أبنائه.. وعندما يسيطر الجوع الكافر تتساوى درجة الوعي عند الجميع حيث يغيب العقل وتصبح المعدة هي مصدر التفكير لتحول الإنسان إلى حيوان مفترس لا يفكر إلا في(الصراع من أجل البقاء). إذن ليس العيب في الدراجة النارية أو السيارة أو( التكتك) وليس العيب في السلاح الذي يمكن أن يستخدم في الدفاع عن الوطن، والعرض، والنفس، وفي إخضاع الجميع ـ كبيرهم قبل صغيرهم ـ للقوانين والأنظمة .. لكن العيب والمشكلة في الإنسان.. ذلك الإنسان الذي يستخدم السلاح لقتل وترويع الأبرياء، واختطافهم، والسطو على الممتلكات العامة والخاصة.. وتخريب المصالح والمنشآت.. وأيضاً ذلك الإنسان المتخشب الذي لا يقوم بالمهام والمسئوليات المناطة به كما ينبغي خاصة عندما يكون قائدا سياسيا أو عسكريا أو أمنيا أو إعلامياً، أو مرشداً دينيا، أو شخصية اجتماعية. العيب في الإنسان الذي يستخدم منابر المساجد، والإعلام والصحافة لنشر ثقافة الإرهاب والتضليل والإحباط.. وتصدير مشاعر التأزم والانهزامية في المجتمع، والمبالغة في إظهار ضعف الدولة والدعاية للاختلالات بما يؤدي إلى تدهورها وإضعاف هيبتها أكثر فأكثر .. 

 

  Unis2s@rocketmail.com 

   
في الأحد 08 ديسمبر-كانون الأول 2013 01:12:23 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=779