|
حبا الله اليمن بنعم كثيرة، متعددة، متنوعة.. نعم حتى الآن لم يتم استثمارها، ومازالت على حالها. لأن النظام القادر على استثمارها لم يأت بعد، ولم تتوافر الظروف الملائمة للاستثمار للحكومات المتعاقبة، التي لم تستطع أن تحقق شروط، ومقومات، ومغريات الاستثمار خلال الفترة المنصرمة من عمر الثورة اليمنية.. مما جعل اليمن بيئة طاردة للاستثمارات الشقيقة، والصديقة، وانحصار الاستثمارات المحلية في الاستثمارات الاستهلاكية البسيطة.. نتيجة لعدم اطمئنان الرأسمال المحلي إلى الأحوال الأمنية، والاستقرار، والبنية التحتية، وسوء الإدارة وفسادها، والابتزازات التي كانت تقوم بها قوى متنفذة وظيفياً، وأخرى اجتماعياً، وأمنياً، وعسكرياً، و.... إلخ.. انه واقع طارد للاستثمارات المحلية، والشقيقة، والصديقة.. ومازال الواقع هذا قائماً.. إن لم يزدد سوءاً بل لقد زاد سوءاً وظلامية، وتنفيراً!!!
اليمن ليست فقيرة.. إنها تملك بيئة طبيعية تختزن العديد من النعم المتنوعة.. فهي غنية بالمعادن الفلزية واللافلزية يؤكدها التنوع في التركيب الجيولوجي، اليمن تمتلك تنوعاً بالتضاريس، وبالتالي تنوع بالمناخ الذي يؤدي إلى التنوع الزراعي، والتنوع الحيواني.. إذن هناك تنوع معدني، يؤدي إلى التنوع الزراعي، والتنوع الحيواني.. إذن هناك تنوع معدني، وتنوع نباتي، وزراعي، وحيواني.. إضافة إلى الثروة البحرية على طول ساحل يمتد لأكثر من 2000 كيلو متر على البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، عندنا في اليمن تنوع الصخر بما فيه المرمر.. كل هذه النعم يأتي إلى جانبها وجود العديد من المواقع الساحلية التي تصلح لإقامة موانئ متعددة على البحر الأحمر وخليج عدن، وساحل حضرموت، والمهرة، ومن المهم جداً أن نشير إلى الموقع الجغرافي على الطريق البحري الدولي بين الشرق، وبين الغرب أي بين عالم المحيط الأطلسي، والبحر المتوسط، وعالم البحر العربي والمحيط الهندي، وهو يتحكم في هذا الطريق من خلال الجزر الموجودة في البحر الأحمر، والبحر العربي مثل جزيرة كمران، وأرخبيل حنيش في البحر الأحمر، وجزيرة سقطرة وملحقاتها، إضافة إلى جزر كوريا موريا في البحر العربي والهندي، ناهيك عن مضيق باب المندب الممر بين البحر الأحمر، والمحيط الهندي، من أهمية الموقع أنه قريب من سوق كبيرة في شرق أفريقيا، ، وجنوب شرق آسيا، وأستراليا، وما تتميز به هذه السوق من كثافة سكانية عالية.. علماً أن اليمن تتوافر فيها العديد من المناطق الداخلية والساحلية الصالحة للاستثمارات السياحية منها الأثري التاريخي، ومنها الطبيعي، ومنها في الجزر البحرية.
هذه النعم كلها بإمكانها من فضل الله أن تحقق للشعب اليمني اقتصاداً قوياً يلمسه المواطن مباشرة في مستوى الحياة المعيشي والخدمي المرتفع، وإنهاء البطالة، وتحرير الناس من الفقر.. لكن المأساة أن هذه النعم حتى الآن لم تجد من يستثمرها بسبب عجز الحكومات المتعاقبة، وغياب الأمن، والاستقرار وسوء الإدارة، وفسادها، وإهمالها لإقامة البنى التحتية اللازمة للاستثمار، وغياب القانون، وسيادته.. والخلاصة أننا بحاجة إلى دولة وحكومة نزيهة تتمتع بكفاءة إدارية وتحترم القانون نظرياً وتطبيقياً تقدر القدرات والخبرات والشرفاء.
في الأربعاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2013 10:47:47 ص