|
إ
لا يمكن أن ينتهي الحوار قبل أن تحسم هذه القضية الرئيسية ولا يعني ذلك البحث والاستعجال في استيراد وصفات جاهزة وإلا لماذا هذا الوقت الطويل الذي استغرقه مؤتمر الحوار بكل مكوناته في تشخيص المشكلات والبحث عن حلول طالما أن الوصفة ستأتي أو هي أحد القوالب بين ليلة وضحاها؟؟!!..
الوثيقة المقدمة هي اجتهاد يصح أن يضاف إلى الاجتهادات التي يمكن أن يقف أمامها فريق بناء الدولة .. وفي جميع الأحوال يجب أن يكون البحث في دولة اتحادية بحثاً شاملاً متكاملاً يستوعب الامتداد الجغرافي لليمن على قاعدة الاندماج الوطني بحيث يتم تقسيم الدولة الاتحادية المتفق عليها من حيث المبدأ إلى أقاليم أو مقاطعات أو مخاليف على نحو عادل ووفق معايير السكان والجغرافيا.. كما أن التقسيم إلى إقليمين شمالي وجنوبي مرفوض.. كذلك أي شكل من أشكال التقسيم يقوم على نفس هذه القاعدة المشوهة مرفوض أيضاً.. أذ لا يصح أن يتم التقسيم إلى أقاليم جنوبية .. وأقاليم شمالية بصرف النظر عن عدد الأقاليم في كل اتجاه جغرافي .. بل يجب تقسيم اليمن إلى أقاليم وفق تقسيم إداري يعزز من الوحدة، ويعمق من مشاعر الانتماء للدولة اليمنية الاتحادية، ويغرس في نفوس الشعب حب اليمن، وبحيث يقضي على التشوهات والتراكمات التي خلفتها الأخطاء والمظالم التي رافقت مسيرة الوحدة، تلك الأخطاء والمظالم التي ليست نتيجة للوحدة ولكن نتيجة لسوء الإدارة، وسوء التعامل مع المشكلات .. أن النظرة العلمية الموضوعية بتجرد. بعيداً عن التأثر بعمليات الابتزاز سواء لما يسمى الحراك الجنوبي، أو الحراك الشمالي، أو الحراك التهامي، أو الحوثي ... وغيرها هي النظرة التي يمكن أن نبني عليها مستقبل يمن حديث مزدهر تتشكل فيه الدولة اليمنية الاتحادية على أسس علمية تنطلق من معايير موضوعية لا تحكمها ظروف الوضع الراهن وإنما تحكمها النظرة الاستراتيجية للدولة اليمنية التي تلبي تطلعات كل اليمنيين شمالاً وجنوباً.. شرقاً، وغرباً، وتذوب فيها كل الولاءات الضيقة والتقليدية.
في الأحد 29 ديسمبر-كانون الأول 2013 11:22:49 ص