|
لا يمكن – بأي حال من الأحوال – التقليل من دور الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والمجموعة الأممية في رعايتهم جميعاً لمسار التسوية السياسية وتمكين الأطراف المعنية بالقضية اليمنية من الخروج برؤية موضوعية لقيام اليمن الجديد والنأي بالتجربة عن مغبة الوقوع في إعادة إنتاج الأزمة أو الارتهان إلى دوامة الاحتراب والاقتتال التي لا تزال معالمها واضحـة في ثورات الربيع العربي.
والحـال كذلك، فإن المسئولية لاستكمال إنجاز مسار التسوية في اليمن ما تـزال ماثلة أمـام الأشقاء والأسرة الأمميـة على حد سـواء، رغم التوصل إلى صيغة حلول وضمانات القضية الجنوبية، وذلك من خلال استمرار رعاية ما تبقى من مرحلة ما بعد الحوار الوطني.. وهي الفترة التي تتطلب قدراً كبيراً من توفير الإمكانات والضمانات بهدف إنجاز هذه المهام الوطنية الكبيرة التي تثقل كاهل الاقتصاد الوطني المنهك أساساً وتلقي بأعباء اضافية على مختلف جوانب مخرجات الحـوار.
ولا شـك فـإن الثقة الكبيرة التي أولاها القادة الخليجيون والمجتمع الدولي لقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ نشوب الأزمة والحرب مطلع العام 2011م كانت في مكانها، حيث تصدّر الرئيس هادي المشهد بالقدرة على النجاح في إدارة الأزمة وكسب ثقة الداخل والخارج على حد سواء، خاصة بعد أن توجت هـذه الجهـود الرئاسية بتوقيع اتفاقيـة حـل وضمانات القضية الجنوبية وعلى النحو الذي يؤسـس لقيام اليمن الجـديد.
وبالنظر إلى التحديات العصيبة والكبيرة التي واجهـها الرئيس هادي خلال الفترة المنصرمة من عملية الحوار الشاق، إلا أنـه تمكن من تجاوز تلك الصعوبات وحشد الرأي العام المحلي والاصطفاف الإقليمي والـدولي إلى جانب اليمن، وعلى نحو استحق عليه الرئيس هادي كل الثناء والتقدير، فضلا عن ضرورة مواصلة النخب السياسية دعم هذه المسيرة وعلى النحو الذي يحقق تأمين مخرجات الحوار وبصورة تحافظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن.
إن في طليعة المهـام التي تضطلع بها هذه القوى والنخب وتنطلق مع مطلع هـذا العام تلك الاستحقاقات المرتبطة بالعمل الجـاد لوضع ترتيبات استكمال الاستحقاقات الدستورية والانتخابية ومنظومة التشريعات ذات الصلة بمرحلة ما بعد الحوار الوطني وانجـاز مشروع دولـة المستقبل القائم على الشراكة الوطنية الذي تتعزز فيها قيم العدل والحرية والمساواة بين كل أبناء الوطن دون انتقاص أو استثناء...ولذلك فإن مواقف الدعم وعوامل الثقة التي تبلورت دعماً لليمن بقيادة الرئيس هادي تمثل أروع الدلالات في التعاضد لتجاوز المحـال إلى الممكن..
غداً.. فـي وداع عام واستقبال آخر ..!
في الثلاثاء 31 ديسمبر-كانون الأول 2013 03:11:22 م