بوصلة الجهاد الضالة
كاتب/حسن الوريث
كاتب/حسن الوريث
 نسمع كثيراً عن الدعوات للجهاد والتي غالباً ما يتجاوب معها الشباب المسلم إيماناً منه ان هذه الدعوات لنصرة الدين الإسلامي الحنيف وخاصة انها تأتي من مشائخ الدين الذي يفترض ان يكونوا بعد الأنبياء في الدعوة إلى الحق .
وفي اعتقادي أن دعوات الجهاد تلك ينبغي أن يتم توجيهها التوجيه السليم والصحيح لنصرة الدين الإسلامي والمسلمين الذين يتعرضون للإبادة لكن بوصلة الجهاد ظلت وتحولت من الدعوة للجهاد في فلسطين المحتلة وبورما وأفريقيا الوسطى إلى الجهاد في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وتونس ومصر وأصبحنا نجاهد بعضنا البعض فالمسلم يقتل أخوه المسلم بحجة الجهاد في سبيل الله ونصرة الدين وهو لا يعرف أنه يرتكب أكبر الكبائر .
 لقد التبس على أولئك الذين يدعون للجهاد ولو بقتل المسلم لأخيه المسلم واتجهوا للطريق الخطأ فهل من الجهاد في سبيل الله أن يتقل المسلم المسلم وأن يتم تدمير بلاد المسلمين كما يحصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس ومصر وغيرها ؟ وهل التفجيرات الانتحارية التي تستهدف الأبرياء من المسلمين في الأسواق والمساجد والمرافق والشوارع من الجهاد في سبيل الله ؟ وهل من عاقل يقول ان ما حصل في مستشفى وزارة الدفاع بالعرضي في صنعاء من الجهاد في سبيل الله ونصرة للدين الإسلامي ؟ وهل يمكن ان يكون الدعوة للجهاد ضد الجيش اليمني أو الجيش المصري او السوري من الجهاد في سبيل الله ؟ .
 اقول لقد ظلت بوصلة الجهاد فبدلاً من توجيه ابناءنا وشبابنا التوجيه السليم والصحيح والتعاليم السمحاء للدين الإسلامي التي تدعو إلى التصالح والتسامح والحوار أولاً بين المسلمين أنفسهم ومن ثم التحاور مع غير المسلمين بالشكل الذي يحفظ للنفس البشرية كرامتها وأدميتها وعدم إزهاقها بالطريقة التي نشاهدها ومن أناس للأسف أنهم يقولون أن كل هذا باسم الإسلام وهم بذلك يخدمون مخططات أعداء الدين الإسلامي الذين يغذون كل ذلك من اجل أن يشغلونا ببعضنا ويستولون على ثرواتنا ويدمرون ديننا وعقيدتنا.
نحن كمسلمين نعرف أن اخلاقيات الإسلام وتعاليمه تدعو حتى في حالة الحرب إلى عدم قتل النساء والأطفال والشيوخ وعدم هدم المنازل وقطع الأشجار وغيرها من التعاليم التي جعلت الدين الإسلامي يسمو بهذه الأخلاق العظيمة التي لو تحلينا بها لأعدنا له مكانته التي افقدها منه اولئك الذين جاؤا بهذه الدعوات التي ما أنزل الله بها من سلطان ويكفينا ما نعانيه من فقر وتخلف ودمار فنحن افقر بلدان العالم ومع ذلك لا نجد من هؤلاء الناس من يقدم لنا النصح والإرشاد الصحيح وكيف نعالج هذه المشاكل والقضايا بدلاً من الانشغال بالحروب فيما بيننا.
 هل يعرف أولئك ما يتعرض له المسلمون في فلسطين المحتلة وميانمار وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلدان التي تضطهد المسلمين وتنكل بهم بينما نحن مشغولون بأنفسنا وبالجهاد ضد بعضنا الم يحن الوقت لأصحاب هذه الدعوات أن يوجهوا بوصلة الجهاد إلى اتجاهها الصحيح ويكون لهم الأجر الكبير في نصح الشباب وتوجيههم إلى ما ينفع دينهم ودنياهم بدلاً من إرسالهم إلى محارق القتل في بلدان المسلمين ليقتلوا بعضهم البعض فبلداننا بحاجة إلى أن نبنيها بالحب والسلام والتسامح والتصالح .






في الأربعاء 01 يناير-كانون الثاني 2014 04:35:23 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=842