موسم ذبح الصحفيين !!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

مـع أفول العام المنصرم 2013م، حظيت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبق الريادة في تصدر قائمة انتهاكات حقوق الصحفيين، حيث تشير منظمة «هيومن رايتس» إلى مقتل أكثر من مئة صحفي في هذه المنطقـة،فضلاً عن سجن واحتجاز عديد من المنتمين إلى هذه المهنة. 
أغلب هذه الانتهاكـات تأتي جراء البيئة الطاردة لحرية الإعلام، واحتدام الصراعات المسلحة وانعكاسات ذلك على تهديد مناخات الديمقراطية والتعددية.. وبالتالي امتداد تأثيراتها المباشرة على المشتغلين برسالة الحرف والكلمة. 
وإذا سلمنا – جدلاً – بفداحـة هـذه الخسائر التي تطال رجالات الإعلام الحر، فإن ذلك يعبر عن الدور البارز والمؤثر لسلطة الإعلام في كشف الحقائق وتعرية أنظمة القمع والاستبداد مع ما يعنيه ذلك من تجشم الصحفيين عناء اقتحام الجبهات الأمامية لمناطق الخطر أثناء الحروب، وبخاصة في تلك المستعرة داخل دول ثورات الربيع العربي والتي سجلت بدورها رقماً كبيراً في كلفة هذه الخسائر التي لحقت بالجسم الصحفي . 
إن الأمر هنا لا يقتصر –فقط- على تلك المخاطر المباشرة التي يتعرض لها رجـالات الإعلام وإنما يتجاوز ذلك إلى حالات تضييق الحريات واستخدام القوة والتلويح بعصا أجهزة الاستخبارات ومراكز القوى والنفوذ وأحياناً القضاء للضغط على السلطة الرابعة وتكميم أفواه رجالاتها والضغط عليهم لتغيير سير الحقائق وعدم تسليط الأضواء على الأخطاء والسلبيات والفساد والمحسوبية والجريمة وانتهاكات حقوق الإنسان. 
في مطلق الأحوال ، فإن الحقيقة المؤلمة أن نعرف بأن أكثر الذين يقدمون تضحيات جسيمة قرباناً لحرية الإعلام، هم أولئك الذين ينتمون إلى مؤسسات الإعلام الحر ممن يتسابقون ميدانياً للحصول على المعلومات والسبق الصحفي حتى وإن كان ثمن ذلك حرياتهم أحياناً وحياتهم أحياناً أخرى.. ولا أعني – بالقطع – أولئك الذين يشتغلون في الإعلام العربي – ومنها بلادنا – ممن يعملون خلف حواجز تعزلهم عن الحقيقة التي تصل إليهم دوماً عن طريق وسائل الإعلام العالمية، مجردين من مسؤولية البحث عن الحقائق مهما كانت مرارتهـا، مكتفين بالجلوس على طاولاتهم الأثيرة لينقلوا ما جاءت بـه الصحـافة العالميــة !! 
والحـال كذلك، فـإن واقع الصحافة الحرة تجاه ما يتعرض له منتسبوهـا من انتهاكات،يتوجب التوقـف عنـدها كثيراً والعمل على وضع الضوابط القانونية والرادعة التي تحد من هذه الانتهاكات التي يتعرض لها سكان مناطق التوتر هذه جنباً إلى جنب مع فيالق الصحافة المتقدمة الباحثة عن جمرة الحقيقة

في الأربعاء 08 يناير-كانون الثاني 2014 10:01:04 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=861