|
بعــد أن نجح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي أواخر الأسبوع المنصرم في تجاوز صعوبة استكمال توقيع بقية المكونات السياسية على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية.. بهذه الخطوة يكون اليمنيون- بمختلف توجهاتهم ومشاربهم- قد أوشكوا على وضع اللمسات الأخيرة لفعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي يؤسس لقيام اليمن الجديد.
ومن المعروف أن مرحلة ما بعد الحوار الوطني سوف تشهد استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، بما في ذلك صياغة الاستفتاء على مشروع الدستور وقانون الانتخابات الجديد ومعالجة سجل الانتخابات، فضلاً عن التوافق على جملة من الخطوات ذات الصلة بمرحلة ما بعد مؤتمر الحوار، وتحديداً تلك المرتبطة بالتوافق على تمديد الفتـرة الرئاسية حتى الانتخابات القادمة وإحداث تغييرات على شكل ومضمون حكومة الوفاق الوطني، في الوقت الذي ما يزال فيه الحديث عن وضعية مجلس النواب قائماً حتى يتم بلـورة رأي توافقي عما إذا كان سيصار إلى انتخابات جديدة أو اختيار مجلس بديل يشرف على تنفيذ مهام هذه المرحلـة.
وإذا كان اليمنيون قد استطاعوا إنجاز هذه المهام الوطنية والتاريخية وبلـورة رؤية للتوافـق على صيغة عقد اجتماعي جديد، يقوم على مبدأ نظام الحكم الاتحادي والديموقراطي والمساواة والحكم الرشيد، فإن ذلك ليس نهاية المطاف، بل إن ثمة مسئوليات وطنية على جانب كبير من الأهمية تتطلب تضافر الجهود وإخلاص النوايا وتغليب مصالح الوطن العليا على ما عداها من مصالح مناطقية وحزبية وأنانية ضيقة.
ومن المناسب التذكير مجدداً بأن توقيع ما تبقى من المكونات السياسية على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية قد أشاع مناخاً من التفاؤل والايجابية في الأوساط الشعبية والرسمية داخلياً وعلى مستوى الخارج أيضاً، خاصة أن هذه الوثيقة وضعت حداً حاسماً لتلك المخاوف التي خالجت بعض أطراف العملية السياسية وبالذات تلك المخاوف المرتبطة بمنطلقات هذه التسوية، حيث جرى التأكيد مجدداً على بدهية وحدة الأرض والإنسان وترسيخ قيم العدل والحرية والمساواة.
وبهذا يكون الجميع أمام مسؤوليتهم الوطنية في إخراج اليمن من أسر هذه التحديات، خاصة وهم يتأهبون لطي صفحة مؤتمر الحوار والانتقال إلى تنفيذ ما تبقى من مسؤوليات بناء اليمن الجديد.
في الأحد 12 يناير-كانون الثاني 2014 12:01:07 م