|
ساعات تفصلنا عن العام الميلادي الجديد 2010م الذي نتطلع إلى أن يكون مختلفاً عن ما شهده العام الحالي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة غير مأسوف عليه، بالنظر إلى ما عايشنا خلاله من أحداث لم نكن نتمنى وقوعها ولا حتى السماع بها أو الإصباح والإمساء عليها.
2009م أطل سوداوياً حين حمل معه تركة الأيام الأخيرة من سابقه وأعني بذلك «الحرب على غزة» بما أنتجته من دمار وقتل وجرائم وحشية فظيعة ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وإذا كان الفلسطينيون قد تعودوا على عمليات وحروب وممارسات شبيهة على يد قوات الاحتلال خلال أكثر من ستين عاماً.. فإن المأساة الكبرى هي أن العالم أجمع هذه المرة تحدّث عن حرب على غزة أو في غزة ولم يتحدث عن شيء اسمه فلسطين، وحتى قيادات في داخل القطاع حين كانت تبث الخطابات «الحماسية» خلال تلك الحرب كان حديثها يتضمن القول «ياأبناء غزة.. ياشعبنا المناضل في غزة..» وكأن لا أحد يريد أن يفهم مغزى الفصل الذي كرسته اسرائيل بين الفلسطينيين في رام الله وفلسطينيي غزة.. الجميع فضّل قبول التنازل لصالح الرغبة الاسرائيلية.. وعدم التنازل لصالح القضية الفلسطينية والتوافق الفلسطيني.
والملمح السوداوي الآخر للعام 9002م يتعلق بالأزمة المالية العالمية التي كان لها انعكاسات سلبية على اليمن نتيجة تراجع أسعار النفط الذي يشكل عماد الموازنة العامة للدولة، وبالتالي كان لذلك تبعاته على الكثير من البرامج والمشاريع التنموية وعلى مداخيل كثيرة من المشتغلين بالقطاع العام أو الخاص الذين وجد البعض أنفسهم بلا وظائف في حين تقلصت على البعض الآخر مكافآت وحوافز مستحقة كانوا يحصلون عليها وقُطعت بحجة الأزمة المالية وتخفيض النفقات.
والمشهد الأكثر قتامة خلال العام 9002م هو حين فجر المتمردون في صعدة المواجهات المسلحة مجدداً ليدخل وطننا جولة سادسة من هذه المواجهة بدت أكثر لهيباً وشراسة وكشفت القناع بشكل أكثر وضوحاً عن مرامي هؤلاء المتمردين ومن يقف وراءهم ويمدّهم بالمال والسلاح والعتاد والتدريب والخطط التي مكنتهم من الوقوف في مواجهة دولة.. فهل من المعقول أن تكون هذه قوة وصلابة جماعة ادّعت مراراً أنها تواجه تعسفاً يستهدف فكرها ومذهبها ومدارسها الدينية؟
وما نتمناه ونحن بين يدي العام الميلادي الجديد 0102م هو أن ينبلج على انفراجة حسم عسكري يضع حداً لذلك التمرد ويضع حداً لكل من تسوّل له نفسه الخروج عن الدستور والقانون ورفع السلاح في وجه الدولة وافتعال مغامرات وأزمات تشل حركة التنمية والبناء وتعيدنا إلى نقطة الصفر.
وفي نفس المسار نتمنى أن تكون إشراقة هذا العام الجديد بألوان الطيف السياسي اليمني في إشعاع يجسّد الاصطفاف والتوافق الذي عماده الانخراط في الحوار الجاد والمسئول وذروة سنامه الاتفاق على كل ما يخدم المصلحة العليا للوطن والشعب وبما يضع خطوطاً حمراء للاختلاف بحيث لا يسمح أحد لنفسه أو لغيره بتجاوز الثوابت الوطنية، وبحيث يكون التصدي لمن يحاول العبث بأمن واستقرار البلد ويعمل على زرع الكراهية والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد مسئولية الجميع.
alhayagim@gmail.com
في الأربعاء 30 ديسمبر-كانون الأول 2009 06:29:48 م