|
تلعب الشخصيات الاجتماعية أو القيادات السياسية والإدارية دوراً مهمّاً في التأثير على سلوك الأفراد والجماعات في محيطهم سواء على مستوى المؤسسات الرسمية أم الحزبية أو المؤسسات العسكرية والأمنية.
هناك قيادات تقود فتؤثّر من خلال أسلوبها المتّبع في القيادة أو من خلال توجيه الأوامر، فيتجاوز تأثيرها النطاق الإشرافي الذي تقود إلى المجتمع ككل؛ وكذلك عبر النمط أو الأسلوب الذي تتبعه في القيادة.
تأثير القدوة أو الـ« role model impact » واضح للعيان في الدول النامية كما هو واضح في الدول المتقدّمة، وكذلك على مستوى الدول في النظام والمجتمع الدولي، ففي بعض الدول التي حقّقت تقدُّماً سريعاً ومثيراً للإعجاب مثل «ماليزيا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة» كان سلوك القدوة متمثّلاً في رئيس الوزراء الذي اتسم بالديناميكية والنزاهة واتباع نظريات وفلسفات إدارية حديثة في تلك الدول وراء ذلك التقدم السريع والإنجاز الرائع.
لقد شكّل أسلوبهم في الإدارة والقيادة باعثاً على شحذ همم الأفراد وإشاعة روح المبادرة والتنافس الإيجابي على إنجاز الأفضل، وفي محاربة الظواهر السلبية والسيطرة على الاختلالات؛ وبالتالي تحقيق معدّلات نمو اقتصادي كبير في فترات قياسية.
إذن هي القدوة الإيجابية التي جعلت من دولة كالإمارات العربية المتحدة منطقة مصالح دولية متعدّدة ومتشابكة، منطقة جذب سياحي وحركة استثمارية نشطة؛ وهي اليوم تنتقل في تطوّرها إلى الأخذ بأحدث تقنيات التكنولوجيا في الإدارة.
قال رئيس الوزراء الإماراتي موجّهاً حديثه إلى القيادات الإدارية: «علينا الانتقال من نظام الحكومة الإلكترونية إلى نظام الحكومة الذكيّة خلال عامين، وعلى جميع المسؤولين استيعاب النظام الجديد، والتكيُّف مع هذا الانتقال، ومن سوف نجده عاجزاً أو فاشلاً سيتم عمل حفل توديع كبير له».
القدوة في هذه البلدان لا تجده يسير متبجّحاً محاطاً بالمرافقين المسلّحين لحمايته؛ لأنه لا يحتاج إلى حماية في مجتمع يحبّه ويحترمه؛ لكنك تجده محاطاً بالمستشارين المتخصّصين وبجموع الجماهير التي تهتف له وتحيّه.
فمن هم القدوة في مجتمعنا، ومن هو القدوة الرئيسي الذي يمكن أن يلعب دوراً في جعل اليمن تتقدّم إلى الأمام بخطى حثيثة وتختصر مسافات الزمن بعد أن فقدنا الكثير من الوقت والجهد والإمكانيات..؟!.
Unis2s@rocketmail.com
في الأحد 02 فبراير-شباط 2014 12:09:40 م