أخي في الكويت
للكويت الشقيقة.. مكانة خاصة في قلبي كما هو الحال لدى غالبية ابناء اليمن ان لم اقل جميعهم، يضاف الى ذلك ان اسم الكويت مقترن لدي باجمل ذكرى في مسيرة حياتي.. فأول قصيدة اقرأها في حشد من الناس وبحضور رئيس الوزراء وسفير دولة الكويت في اليمن الاستاذ جاسم بروسللي كانت في العام 2791م عند افتتاح معهد الصباح للبنات بتعز.
وكانت عن الكويت شعباً واميراً ووقوفهما مع اليمن وجمهوريته سياسياً وتنموياً وتعليمياً.. إلخ.. كنت حينها تلميذاً في الصف الثاني ثانوي واتذكر منها: يا أخي في الكويت يا من له الفضل       على ما صنعته في بلادي

انت من ضمني ومد يد العون          ولبيت يوم نادى المنادي

تأتي هذه الخاطرة جراء الزيارة القصيره التي قام بها رئيس الجمهورية الاخ عبدربه منصور هادي لدولة الكويت منتصف هذا الاسبوع.. فلسنا في اليمن بحاجة لمن يقول لنا ان هذه الزيارة القصيرة جداً كانت ناجحة بكل المقاييس ووفقاً للمتوقع فنحن نعرف ذلك..ولسنا بحاجة لمن يؤكد لنا ان الكويت ستقف بجانب اليمن داعمةً ومؤيدة فليس ذلك بالجديد علينا.. نحن نعرف جيداً من هي الكويت ومن حكامها بالنسبة لليمن.. من خلال المواقف المشرفة لهم على مستوى الصلات والعلاقات رسمياً وشعبياً وإنسانياً، نعم، شعبياً وإنسانياً وهاكم بعض الامثلة على ذلك.
قبل استقلال الكويت، وقبل ان تصل إمارتها الى المرحوم الشيخ جابر الاحمد الصباح زار الشيخ جابر دولة افريقيه هي كينيا وفي عاصمتها نيروبي، تعرف على مغترب يمني من ابناء مدينة ذمار هو احمد الوريث، الذي استضافه واقترب منه ولازمه حتى غادر نيروبي.
ولأن المكارم لا تفارق اهلها، فما ان تقلد الشيخ جابر امارة الكويت، حتى تواصل مع احمد الوريث ومنحه واسرته الجنسية الكويتية وعينه قنصلاً في سفارة الكويت في كينيا.. اما عندما اصاب المرض ذلكم المهاجر اليمني فقد استدعاه الامير الى الكويت وتكفل بعلاجه في بريطانيا حتى توفاه الله.. فكان الراعي لاسرته من بعده بحنان الاب والاخ.. ولا تزال اسرة احمد الوريث في الكويت الى يومنا معززة مكرمة برعاية المكارم التي لا تفارق اهلها.
في سبعينات القرن الماضي عاد احد ابناء احمد الوريث «صديقي رشيد».. وعندما زار امير الكويت صنعاء في ثمانينات القرن الماضي، سأل عن رشيد ابن صديقي احمد.. ولان مراسم رئاسة الجمهورية لا تعرف عن رشيد شيئاً فقد تم البحث عنه ليتم لقاؤه بالامير الحريص على معرفه احواله..

اليس هذا موقفاً نبيلاً لا يتكرر إلا نادراً فبالرغم من مشاغل الامير وهمومه لم ينس صديقاً تعرف عليه ولم ينصرف عن متابعة احوال ذلكم الصديق.. وإلا كيف عرف ان احد ابنائه عاد الى اليمن ويعمل في احدى الوزارات..
رحم الله الشيخ الامير جابر الاحمد الصباح.. الخالد في قلوب اليمنيين بما فيهم البسطاء وغير المهتمين بالسياسة، كما تحكي لنا هذه الحاله.. في زيارة الامير لصنعاء كما اشرنا احب ان يتجول في صنعاء القديمة ويطلع على تراثها وحضارتها وفنها، وفي احدى اسواقها الشعبية لفتت انتباهه بعض الأواني المصنوعة من الحجر الحرض «المقالي» وعندما اقتنى بعضها وهم بدفع الثمن رفض البائع ان يستلم منه ريالاً واحداً.. وعندما سؤل عن السبب قال الامير: انا عندما امرض اتداوى في المستشفى الذي بنته الكويت، وابنتي تدرس في المدرسة التي بنتها الكويت وابني يتعلم في الجامعة التي بنتها الكويت.. فهل اتقاضى منك ثمن هذه المقالي؟!
< تلك لمحة سريعة عن اخوة ومحبة ومشاعر ود تجمع اليمن والكويت.. على المستوى الشعبي قبل السياسي والاقتصادي.. فكيف لا نثق في موقف هذا الشقيق الاقرب الى القلب.



في الخميس 06 فبراير-شباط 2014 10:44:27 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=947