السلاح الإصلاحي والسلاح الحوثي
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز
لاحظ المراقبون أن القوة العسكرية المنظمة للحوثيين تخرج من تضاعيف أيديولوجيا دينية،وهنالك بالطبع مليشيات مسلحة تتبع حزب الإصلاح ذا التوجه الديني السياسي، ولكنها لا ترتقي تنظيمياً إلى مستوى نواة الجيش النظامي الذي يتبلور على الأرض بالترافق مع حزب «أنصار الله».. الواجهة السياسية للحوثيين الإماميين، القائلين بالحاكمية السلالية الشريفة . 
من هنا يمكن استيعاب معنى الازدواجية في موقف الحوثيين.. القابلين شكلاً بالانخراط في العملية السياسية، والباقين على مشروع مناجزة فكرة الدولة المدنية، اللادينية، الجمهورية، بحثاً عن دولة الإمامة العلوية الغائبة حتى اللحظة. 
مشكلة الحوثيين في المعادلة اليمنية تكمن في المسافة بين السياسي والواقعي، فالقول بخيار العملية السياسية الراهنة وثوابتها الدولتية يتناقض تماماً مع خيار التوسع، وتحويل الحزب السياسي المعلن «أنصار الله» إلى كيان حقيقي داخل الدولة، ومن هنا تنبع المشكلة الحقيقية التي يواجهها الحوثيون، فهم بين خيار من اثنين: إما القبول بكامل إكراهات العملية السياسية والأنسياق معها، ولهم أن يعلنوا عن برنامجهم السياسي ولو كان بمقاسات إقامة نظام إمامي ملكي.. أو أن يستمروا في التناقض بين الخيار السياسي والاشتغال على تكوين قوة حقيقية منظمة ومناجزة للدولة، وفي هذه الحالة سيجدون أنفسهم في مواجهة مؤكدة مع المزاج العام للجماهير، قبل أن يواجهوا الدولة. 
ومقطع القول أن توافق شركاء الحل السياسي على نموذج الدولة الاتحادية توافق شامل باستثناء الرفض الحوثي المبدئي لها، والتحفظ الاشتراكي، الذي يقف في منزلة وسطى، فالاشتراكي يتمسك بخيار الإقليمين، لكنه يسير مع ركب الأغلبية، وينتظم في العملية السياسية، باتساق كامل مع أدواته وخطابه، فيما يتمسك الحوثيون بثنائية المخاتلة بين المعلن السياسي والواقع الفعلي على الأرض. 

Omaraziz105@gmail.com 


في الإثنين 17 فبراير-شباط 2014 09:49:56 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=980