أبي العلاء المعري
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/د.عمر عبد العزيز

مما لاجدال فيه بأن أبي العلاء المعري يمثل محطة كبرى في تاريخ الفكر البشري المجبول بمشقة التعاطي مع الظواهر بشكليه المجسم والمجرد ، كما أن عزلته التأملية الفلسفية جعلته يلامس الجواهر والمكونات حد التطير المقرون بالمعرفة العالمة ، حتى أنني أزعم أن هذا الرائد الكبير للفكر العقلي لم ينل مكانته الضرورية في ثقافة التدوين التاريخية العربية الإسلامية ، ولا أود في هذه العجالة التوقف أمام ملاحمه المعرفية الكبرى في اللزوميات ورسالة الغفران وكتاب الأيك والأغصان، بل الإشارة فقط إلى طرف من رؤاه المفاهيمية الدلالية التي استبق فيها عصره ، ومنها قوله اللماح حول ماهية البشر التي تعيدنا إلى اكتشافات داروين اللاحقة . قال المعري:

والذي حارت البرية فيه

حيوان مستحدث من جماد

وفي معرض تقييمه لأديان الضرورة الموضوعية قال:

وينشأ ناشئ الفتيان منا

على ما كان عوده أبوه

وبهذا المعنى يقطع الطريق على المتعصبين القائلين بأنهم الوحيدون الناجون ، وأن البقية الباقية على ضلال مبين .. اعتد المعري بالعقل ، معتبراً العقل إمام العارفين ، وقدوة المهتدين، وسبيل الرائين، حتى أنه تطير في معرض حديثه عن متعصبي الأديان .. المفارقين لمعنى الرسالات السماوية ، محاججاً لهم بالعقل حتى أنه قال:

اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر دين «بتشديد الياء وفتحها» لا عقل له

والمقصود المتدين وفق ظاهر الشريعة لا باطن التأمل والتفكر ، والله أعلم.

Omaraziz105@gmail.com

طبقة جديدة...
طبقة جديدة...

في السبت 22 فبراير-شباط 2014 03:21:30 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=990