ادعى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن بلاده ستتحلى بضبط النفس بعد الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط قبالة سواحلها، وإنها ملتزمة بعدم التصعيد خلال هذا الوضع الصعب في المنطقة. وقال قرقاش لرويترز إنه لن يتكهن بالجهة المسؤولة عن عمليات التخريب التي وقعت يوم الأحد ضد أربع سفن بالقرب من إمارة الفجيرة، حيث إن التحقيق لا يزال جاريا ومن المقرر الانتهاء منه خلال أيام. وأضاف قرقاش:"نحتاج أن نؤكد على الحيطة والحكم الصائب. فمن السهل توجيه الاتهامات ولكن الموقف صعب وهناك قضايا مهمة بالمنطقة".
وقالت وكالة “رويترز” العالمية للأنباء إن الهجمات على ناقلتين سعوديتين وسفن أخرى قبالة ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع كشفت نقاط ضعف أمني في شريان رئيسي لشحنات النفط وسط أجواء تشهد توترا متزايدا بين الولايات المتحدة وإيران. وبدا أن العملية التي وقعت قرب مضيق هرمز تهدف لاختبار عزم الولايات المتحدة وحلفائها دون أن تشعل فتيل الحرب، بعد أن شددت واشنطن من العقوبات على إيران وعززت وجودها العسكري في الجوار.
وقال مسؤول أمريكي إن الإمارات لم تحدد طبيعة التخريب ولم تلق باللائمة على أحد، لكن وكالات الأمن القومي الأمريكي تعتقد مجموعات اقليمية ربما كانت وراءه. وقال جيري نورثوود رئيس شركة ماست للأمن وإدارة المخاطر “هي وخزة في مسار التجارة البحرية العابرة لمضيق هرمز".
والأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية والذي يقع مقره في البحرين مكلف بحماية السفن التجارية بالمنطقة. وللبحريتين البريطانية والفرنسية وجود بالمنطقة أيضا، كما تتمتع السعودية والإمارات بقدرات بحرية متطورة. غير أن مجموعة أوراسيا قالت في بيان إن دول الخليج العربية تحاول بصعوبة بناء نظام فعال للتصدي للطائرات المسيرة ومحاولات التخريب التي لا تنطوي على تقنيات عالية.
وقال نورمان رول، وهو ضابط مخابرات أمريكي متقاعد، “تتحرك المئات، إن لم يكن الآلاف، من القوارب الصغيرة في تلك المنطقة يوميا. كثير من هذه السفن سفن مهربين يعملون بين إيران ودول الخليج. وتابع “هذا يجعل من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، رصد أي سفن صغيرة ربما تكون قد شاركت في العملية".
وقالت متحدثة باسم المكتب الإعلامي الحكومي إنه لم يطرأ تغير على أمن ميناء دبي، المركز التجاري الرئيسي بالمنطقة. لكن الإمارات ربما تواجه ضغوطا لتكثيف الدوريات. وقال دبلوماسي غربي في أبوظبي “الإمارات بحاجة لأن ترسل إشارة لطمأنة قطاع الشحن إلى أن الفجيرة آمنة وأن هذا لن يتكرر".