نفى مسلحون متشددون يسيطرون على مدينة الموصل العراقية، الخميس، مزاعم اصدارهم أوامر للعائلات العراقية باجبار النساء على الختان لمنع تفشي "الفساد الاخلاقي" والا سيواجهون عقوبات، بحسب ما افادت مسؤولة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة في العراق.

وقال تنظيم "الدولة الاسلامية"، الذي كان يعرف من قبل بـ"الدولة الاسامية في العراق والشام"، ان موضوع ختان الاناث في الموصل قصة غير حقيقية بنيت على وثائق مفبركة، وذلك بالرغم من تأكيد سكان محليين ومسؤولين أكراد لصحتها.

وتصاعدت حدة الجدل حول قضية ختان الاناث في الموصل بعدما ذكرت جاكلين بادكوك، نائبة منسق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في العراق، ان 4 ملايين بنت وامرأة تتراوح اعمارهن بين 11 و46 عاما معرضات للختان على ايدي التنظيم.

وقالت بادكوك "هذا شىء جديد على العراق، وخاصة في هذه المناطق. هذه التهديدات باتت مصدرا للقلق ويجب ان تعالج على الفور".

وأضافت "هذه الفتوى من قبل تنظيم الدولة الاسلامية تأتي ضد رغبة العراقيين والنساء اللاتي يعشن في تلك المناطقة الخطرة التي يسطر عليها الارهابيون".

وتداولت وسائل الاعلام والمواقع الاخبارية العراقية قضية ختان نساء الموصل على نطاق واسع خلال الأيام القليلة الماضية.

والأربعاء، قال موقع اخباري كردي يدعى "باس نيوز" ان "الفتوى" صدرت من زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين، "كهدية لسكان الموصل".

وأكد الموقع، الخميس، الخبر. وقال هوار عبدالرزاق، الذي يعمل محررا فيه، لصحيفة "الغارديان" البريطانية "من الطبيعي ان تنفي الدولة الاسلامية ذلك".

وارسلت بادكوك تصريحاتها عبر شريط فيديو مصور من مكتبها في اربيل، عاصمة اقليم كردستان، الى المقر الرئيسي للهيئة الاممية في جنيف.

لكن الشكوك بدأت تدور حول دقة ادعاءات بادكوك، وهو ما دفع جستن غرينين، وزيرة التعاون الدولي البريطانية، الى التراجع عن الادلاء بتصريحات كانت تنوي فيها ادانة تلك الفتوى.

الشكوك حول صحة تصريحات بادكوك بناها البعض على أسس منها ان الختان ليس من قواعد الدين الاسلامي الراسخة، كما انه ليس شائعا في العراق على غرار دول اخرى كمصر والسودان ودول شرق افريقيا.

الشكوك اعتمدت على تاريخ الوثيقة، التي تم تداولها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع باعتبارها الفتوى الصادرة عن "الدولة الاسلامية" لختان الاناث في الموصل، والذي يعود الى شهر يونيو/حزيران، كما انها صادرة من مدينة حلب السورية، ووصفت من قبل كثيرين بأنها مزورة.

وقال محمد العبيدي، المتحدث باسم شرطة الموصل، أن الفتوى الصادرة عن البغدادي لحماية المجتمع من الانحدار الاخلاقي هي "هدية منه الى سكان الموصل".

لكن صحفي محلي يدعى محمد قال انه لم يقابل احدا طلبت منه "الدولة الاسلامية" ان يخضع اقاربه من النساء الى عملية الختان، مشيرا الى ان القصة كلها لا تعدو كونها "ضجيجا اعلاميا من دون دليل".

ونفى على الفور الداعمون لـ"الدولة الاسلامية" القصة برمتها. وقال حساب مقرب من التنظيم على موقع تويتر "اذا كانت الدولة الاسلامية ستتفرغ فقط للرد على كل اكذوبة او شائعة فلن تكون قادرة على احكام قبضتها على المناطق الشاسعة التي تسمعون عنها".

وأضاف الحساب في تغريدة اخرى "نرجو سؤال الامم المتحدة عن ادلتها قبل ان تسمعوا منا".

وبحسب جريدة المستقبل العراقية، التي تناولت "الفتوى" ايضا، فإن تقليد ختان الانسان غريب عن المجتمع العراقي، باستثناء المناطق الكردية التي مازالت تمارسه.

وقالت الصحيفة ان أكثر من 130 مليون بنت وسيدة حول العالم تعرضن للختان.

وتأتي قصة الختان لتثير مخاوف حول مستقبل الموصل في ظل تعرض الاقلية المسيحية للتهجير القسري تحت تهديد التحول الى الاسلام او القتل، الى جانب تحويل الكنائس الى مساجد والاستيلاء على ممتلكات المسيحيين الشخصية