أثارت أنباء اختيار الإعلامي الاردني ياسر أبوهلالة مديرا لقناة الجزيرة الإخبارية، تأكيد تمسك مركز القرار القطري بالإخوان المسلمين، وعدم "فسخ" علاقته بالتنظيم العالمي الذي يتخذ من الدوحة مقرا له.
وتداولت وسائل اعلام ومواقع الكترونية مقربة من تنظيم الإخوان تعيين ياسر أبوهلالة، الذي كان يشغل مديرا لمكتب قناة الجزيرة في عمان، مديرا لقناة الجزيرة الإخبارية.
وبدأ أبوهلالة مشواره الصحفي في صحيفة الرباط الناطقة باسم الإخوان المسلمين عام 1990، ثم انتقل إلى صحيفة السبيل، وبعدها إلى صحيفة الرأي، وبدأ كتابة مقالات الرأي في صحف عربية أخرى تكشف عن نهجه الاخواني، وفي العام 1998 عمل مراسلا لقناة الجزيرة في عمان.
وشارك ابوهلالة في تغطية عدد من الأحداث المهمة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، إذ غطى لعدة سنوات أحداث العراق قبل حرب 2003، وساهم في تغطية حرب يونيو/تموز 2006 في لبنان، ونقل تداعيات العدوان على غزة عام 2008.
ومع اندلاع ثورات ما يعرف بـ"الربيع العربي" شارك أبو هلالة في تغطية الثورة بـتونس، واعتقل عشية "جمعة الغضب" في مطار القاهرة في فبراير/شباط 2011 قبل منعه من دخول مصر وإعادته إلى الأردن، كما شارك في تغطية الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة السورية من مدينة درعا جنوبي البلاد في مارس/اذار 2011.
ويكشف اختيار ابوهلالة لهذا الموقع الإعلامي المهم الحسابات القطرية في تقسيم الحضور الإعلامي بين خطي عزمي بشارة الليبرالي وخط الإخوان المسلمين الذي يستحوذ على الحلقات الأهم في قناة الجزيرة.
وتعتبر الدوحة ان هذا التقسيم بين علمانيين وإسلاميين ضروري خصوصا الإبقاء على سيطرة الإسلاميين على مفاصل القناة التي تمثل صورة "المشروع القطري في المنطقة"، وان أي تغير في هذا التوجه قد يرسل رسائل من الوارد إن تفسر بطريقة لاتسعى اليها الدوحة.
وفسر متابع، رفض الكشف عن اسمه، قرار تعيين أبوهلالة مديرا لقناة الجزيرة الإخبارية، بتأكيد سيطرة الإسلاميين على قناة الجزيرة، وهو بمثابة إشارة بعدم تخلي قطر عن نهجها بدعم الإخوان.
وقال لصحيفة "العرب" اللندنية من مقر إقامته في بريطانيا "أن قرار تعيين إعلامي مخلص لفكر الإخوان على رأس قناة تصنع خطابها الإعلامي المحرض والدعم للحركات الإسلامية، يفند ما يتم تداوله بأن الدوحة تبحث عن مخرج في علاقتها المثيرة للجدل بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يتخذ من قطر مقرا له برئاسة رجل الدين المثير للجدل يوسف القرضاوي".
وتغص المؤسسات التابعة لقناة الجزيرة، ومن بينها قنوات "الجزيرة مباشر" و"الجزيرة مباشر مصر" الى جانب الجزيرة العامة، بأعضاء وناشطين في تنظيم الاخوان المسلمين الذين يحملون اجندة تتناغم مع توجهات الدوحة في دعم التيارات الاسلامية المتشددة في انحاء متفرقة في المنطقة.
وبعد ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران في مصر، استقطبت القناة عددا كبيرا من الصحفيين والاعلاميين المنتمين الى التنظيم، والذي اثروا الهروب من مصر عقب الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي اثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
كما عينت القناة بين صفوفها بعضا من الذين لا يمتلكون اي خبرات في العمل الصحفي او الاعلامي جراء توصيات من قيادات اخوانية لجأت الى الدوحة ايضا عقب توجيه اتهامات من بينها ارتكاب عنف والتخابر لصالح جهات اجنبية من قبل القضاء المصري.
وإضافة إلى عمله الإخباري في قناة الجزيرة منذ العام 1999، قدم أبو هلالة إنتاجا وثائقيا لصالح القناة يصب في خدمة مشروع الاخوان المسلمين في المنطقة من خلال مجموعة أفلام عن اللجوء الفلسطيني في الأردن وظاهرة الجهاد العالمي، وشملت "أول الأفغان العرب" (في جزئين)، و"أبو مصعب الزرقاوي"، و"الطريق إلى بغداد". "اقتلوه بصمت".