أظهرت لقطات فيديو تم بثها على يوتيوب، الخميس، وأكد أحد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية صحتها، قيام أفراد من التنظيم باعدام 250 جنديا سوريا كانوا قد وقعوا في الأسر عندما استولت الجماعة على قاعدة جوية بمحافظة الرقة في مطلع الاسبوع.
وأظهر الفيديو جثث عشرات الرجال وهم يرقدون ووجوههم الى الاسفل ولا يرتدون سوى ملابسهم الداخلية. وتمددت جثث هؤلاء الرجال في صف طويل يبدو أن طوله يصل لعشرات الأمتار.
وقال العنوان المرفق مع الفيديو إن 250 من الشبيحة أو الجنود الموالين لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، ممن اسروا على ايدي متشددي الدولة الاسلامية من قاعدة الطبقة في الرقة، قد اعدموا.
وقال أحد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة عبر الانترنت "نعم لقد اعدمناهم جميعا".
وتأتي هذه المذبحة في وقت يستنفر المجتمع الدولي لمواجهة التنظيم الذي يثير الرعب في العالم.
في جنوب سوريا، تحتجز مجموعة مقاتلة مسلحة 43 عنصرا من قوات حفظ السلام في الجانب السوري من هضبة الجولان، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلي المعارضة السورية وبينهم جبهة النصرة على معبر القنيطرة الفاصل بين جانبي الهضبة السوري والاسرائيلي وطرد قوات النظام منه.
في العراق، تسعى واشنطن الى تقديم مساعدة الى بلدة امرلي الشيعية التركمانية شمال بغداد التي يحاصرها مقاتلو "الدولة الاسلامية" منذ اكثر من شهرين، بحسب ما ذكر مسؤولون اميركيون.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "تاكد ان تنظيم الدولة الاسلامية اعدم اكثر من 250 جنديا من القوات النظامية على ثلاث دفعات بين امس وفجر اليوم، في ثلاثة اماكن مختلفة من محافظة الرقة" في شمال البلاد.
واوضح عبد الرحمن ان هؤلاء الجنود كانوا اسروا في اوقات سابقة اما من مطار الطبقة، واما قبل ذلك، واما الليلة الماضية خلال محاولتهم الفرار من مزرعة العجراوي المجاورة لمطار الطبقة في اتجاه مدينة اثريا في محافظة حماة (وسط).
وفي العاصمة، وقعت الخميس معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي جوبر، بحسب سكان والمرصد وناشطين.
وقال شهود ان اصوات الانفجارات والطيران كانت هائلة، وان دخانا كثيفا تصاعد من المنطقة.
وذكر المرصد ان الطيران السوري استهدف اجزاء الحي التي يسيطر عليها المعارضون بـ18 غارة، وانه استخدم ايضا المدفعية والصواريخ في القصف، مشيرا الى انه "اكبر استخدام للكثافة النارية من قوات النظام، وأعنف قصف يشهده حي جوبر منذ سيطرة الكتائب المقاتلة على الجزء الاكبر منه" منذ حوالى سنتين. ويتواجد النظام عند اطراف الحي الغربية التي تطل على ساحة العباسيين في دمشق.
في نيويورك، اكدت الامم المتحدة ان مجموعة مسلحة تحتجز 43 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية في الجانب السوري من مرتفعات الجولان، مؤكدة انها تبذل كل جهودها للافراج عنهم.
وسيطر مقاتلو المعارضة السورية وبينهم "جبهة النصرة" المتطرفة الاربعاء على معبر القنيطرة في الجانب السوري من هضبة الجولان بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
في تداعيات النزاع السوري في لبنان، وقع اشتباك بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا التي شهدت قبل ثلاثة اسابيع جولة من المعارك بين مسلحين متطرفين قدموا من سوريا والجيش انتهت بمقتل 19 عنصرا من الجيش و16 مدنيا وخطف حوالى 35 عنصرا من القوات الامنية.
وقال الجيش ان احدى آلياته تعرضت لهجوم الخميس وان جنديا فقد في الكمين، وجرح آخر.
وفي اطار الجهود المبذولة لوضع حد لتنامي نفوذ "الدولة الاسلامية"، دعا الرئيس الفرنسي الى تنظيم مؤتمر دولي في باريس من اجل "تنسيق التحرك الدولي ضد الدولة الاسلامية على المستويات الانساني والامني وكذلك العسكري"، معتبرا انه "من الضروري تشكيل تحالف واسع".
واضاف "لتكن الامور واضحة: بشار الاسد لا يمكن ان يكون شريكا في مكافحة الارهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين".
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعلن قبل يومين استعداد بلاده للتنسيق مع المجتمع الدولي في "مكافحة الارهاب" من ضمن ائتلاف دولي.
ورفض البيت الابيض ايضا اي تعاون مع دمشق.
على صعيد آخر، ذكر مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة تنوي تقديم مساعدة الى بلدة امرلي، قد تكون على شكل القاء مؤن او شن ضربات على المسلحين الذين يفرضون الحصار.
وكانت الامم المتحدة حذرت من خطر حصول "مجزرة" في امرلي.
وقد تكون العملية الاميركية شبيهة بتلك التي قام بها البنتاغون في مطلع شهر اب/اغسطس من اجل مساعدة الاقلية الايزيدية التي لجأ افرادها الى جبل سنجار في شمال العراق هربا من تقدم "الدولة الاسلامية".
ونفذت الولايات المتحدة منذ الثامن من آب/اغسطس سلسلة غارات على مواقع "الدولة الاسلامية" في العراق.
وفي اطار استمرار المواجهة على الارض بين "الدولة الاسلامية" والمقاتلين الاكراد، اضرم مقاتلو "الدولة الاسلامية" النار الخميس في حقل نفطي كانوا يسيطرون عليه في شمال العراق، قبل ان ينسحبوا منه، فيما كانت القوات الكردية تهاجمهم في القطاع نفسه، كما ذكر مسؤولون.
وكان مقاتلو "الدولة" سيطروا على الحقل في مطلع اب/اغسطس.