روى تنظيم القاعدة تفاصيل هجومه الأخير الجمعة الفائتة على مقر القوات الخاصة بمدينة القطن بوادي حضرموت .

وأشار التنظيم في تقريره عن العملية إلى انه أستخدم مجموعتين من جهة منطقتي "خشامر" و"بروج" المتاخمتين لمدينة القطن لحماية ظهور المجموعة الهاجمة للمعسكر وتأمين الطريق و لقطع أي تعزيزات للمعسكر .

وأوضح التنظيم حسب تقريره المنشور على حسابه بموقع "تويتر" ان العملية استمرت قرابة أربع ساعات وبدأت بهجوم مباغت شنته مجموعة الاقتحام على نقطة لقوات الأمن الخاصة تقع عند بوابة المعسكر؛ ما أدى إلى مقتل الجنود المتمركزين في النقطة حسب البيان .

وقالت القاعدة "إن اشتباكات اندلعت عقب الهجوم على النقطة البوابة بين الجنود المتحصنين داخل المعسكر ومسلحي القاعدة استخدم خلالها المجاهدون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".

وأضافت " ركن المجاهدون سيارة مفخخة على يسار بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة في مقابل أحد مباني المعسكر؛ ثم ما لبثوا أن فجروها لتدمر سور المعسكر وجانباً كبيراً من المبنى المذكور تسببت أيضاً في إعطاب دبابتين وسلاح شيلكا 23 المضاد للطيران بعد أن ضربتهم موجة التفجير بشدة".

وكشف التنظيم عن الأسلحة المستخدمة في العملية وهي الكلاشنكوف والبيكا والدوشكا وقاذفات الـ"آر بي جي" كما أفصح عن استخدام قنابل تحت اسم "القارعة"قال إنها من تصنيع عناصره .

وكشف التقرير عن سقوط قتيل في صفوف التنظيم يدعى " أبي ناصر البيضاني "وإصابة اثنين بجروح طفيفة،خلافاً لرواية الجيش التي قال أن خمسة من عناصر القاعدة قتلوا في العملية .

وأشار أيضاً إلى أن 40 جنديا سقوط في العملية بين قتيل وجريح فيما سقط في صفوف الجنود قرابة أربعين جندياً بين قتيل وجريح ممن كانوا في النقطة وداخل المعسكر.

البيان 

ثلاثة أسابيع ويوم هي المدة الزمنية التي فصلت بين هجوم أنصار الشريعة الأول على مقرات عسكرية وأمنية لنظام صنعاء في مدينة القطن بوادي حضرموت، وبين نظيره الذي استهدف هذه المرة معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في نفس المدينة.

مسافة زمنية قريبة نسبياً إذن هي التي فصلت بين عمليتين اختلفتا في التوقيت واتحدتا في المكان والهدف الذي يأتي تحت عنوان واضح هو "ردع حملة الجيش اليمني المتحوث ضد أهل السنة بوادي حضرموت".

ولعل ما تشهده البلاد من تجييش مثل تلك الحملات العسكرية في حضرموت وغيرها من المناطق السنية والتعامل مع أهلها بسياسة الأرض المحروقة عبر الأسر والقتل وانتهاك حرمات النساء والمنازل ونسفها؛ لهو خير دليل على التوجه الذي يسير فيه نظام صنعاء بأوامر أمريكية ودعم خليجي؛ يستهدف من خلاله تمكين الروافض من حكم البلاد باعتبارهم الحارس المخلص لمصالح الصليبيين كما تشهد بذلك التجربة الأمريكية في العراق.

وفي الوقت الذي يوجه فيه الجيش المتحوث نيران مدافعه لصدور ومنازل أهل حضرموت؛ يرى الجميع كيف يتعامل رئيس نظام صنعاء ووزير دفاعه بكل رقة ومودة مع الآلاف المؤلفة من الحوثيين الروافض الذين يحاصرون العاصمة اليمنية صنعاء؛ باذلاً في سبيل مرضاتهم ما يظهر للعيان من وساطات عديدة ومساعٍ حثيثة وما خفي كان أعظم.

هجوم مباغت

إزاء استمرار جرائم الجيش اليمني في حق أهل السنة بحضرموت؛ كان لزاماً على أنصار الشريعة الدفاع عن أهلهم لردع عدوان وإجرام هذا الجيش العميل المرتد؛ وذلك عبر تنفيذ عددٍ من العمليات العسكرية ضد وحداته المتمركزة في حضرموت. وقد كان آخر هذه العمليات هجوماً مكثفاً أغار المجاهدون خلاله مساء أول أمس الجمعة على معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) الكائن بمدينة القطن، والذي يضم نحو ثلاثمائة جندي مزودين بأسلحة تتنوع ما بين الثقيل إلى المتوسط والخفيف.

في البداية ولحماية ظهور المجموعة المقتحمة؛ وزع المجاهدون مجموعتي إسناد من جهة منطقتي "خشامر" و"بروج" المتاخمتين لمدينة القطن؛ حيث تولت كل مجموعة تأمين الطرق المؤدية لمدينة القطن من جهتها عبر نصب الكمائن تحسباً لتقدم أية تعزيزات عسكرية قد يدفع بها الجيش لنجدة المعسكر محل الهجوم.

بدأت العملية التي استمرت قرابة أربع ساعات في الثامنة والنصف مساءً بهجوم مباغت شنته مجموعة الاقتحام على نقطة لقوات الأمن الخاصة تقع عند بوابة المعسكر؛ ما أدى إلى مقتل الجنود المتمركزين في النقطة، وذلك قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وجنود يتحصنون داخل مباني المعسكر والمحكمة المجاور له؛ استخدم خلالها المجاهدون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

في هذه الأثناء؛ ركن المجاهدون سيارة مفخخة على يسار بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة في مقابل أحد مباني المعسكر؛ ثم ما لبثوا أن فجروها لتدمر سور المعسكر وجانباً كبيراً من المبنى المذكور؛ كما تسببت أيضاً في إعطاب دبابتين وسلاح شيلكا 23 المضاد للطيران بعد أن ضربتهم موجة التفجير بشدة.

بعد التفجير مباشرة فتح مجاهدو أنصار الشريعة نيران أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة التي شملت الكلاشنكوف والبيكا والدوشكا وقاذفات الـ"آر بي جي" في اتجاه الجنود داخل المعسكر، كما استهدفوهم كذلك بقنابل من تصنيع المجاهدين تحمل اسم "القارعة".

ما بعد منتصف الليل

في الوقت نفسه ومن جانب بوابة المعسكر؛ زرعت مجموعة أخرى من المجاهدين ثلاث عبوات ناسفة عند مدخل المعسكر تمهيداً لتفجير البوابة، وبالفعل تم التفجير ونسف البوابة والصبات الخرسانية الموضوعة أمامها؛ لتستمر بعد ذلك الاشتباكات بين الجانبين حتى الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل؛ قبل أن ينسحب المجاهدون بعد معركة عنيفة أسفرت عن استشهاد الأخ أبي ناصر البيضاني وإصابة مجاهدين اثنين بجروح طفيفة؛ فيما سقط في صفوف الجنود قرابة أربعين جندياً بين قتيل وجريح ممن كانوا في النقطة وداخل المعسكر.

بالتأكيد كان هجوم أنصار الشريعة على معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في مدينة القطن هو آخر عملياتهم ضد قوات الجيش اليمني في وادي حضرموت، ولكنه قد لا يكون الأخير خاصة في ظل استمرار بقاء دوافع ومسببات شن هذه العمليات لدى المجاهدين والمتمثلة بشكل رئيس في استمرار جرائم الجيش في حق أهل السنة بحضرموت.