مثل تعثر كبار المنتخبات في القارة العجوز، ظاهرة خارقة للعادة في الفترة الأخيرة، وهو ما يوحي بإعادة رسم خارطة كرة القدم الأوروبية من جديد، في ظل ولادة منتخبات فتية.
واصل منتخب ألمانيا لكرة القدم بطل العالم نزيفه وسقط في فخ التعادل مع ضيفه الإيرلندي 1-1 في الوقت القاتل في غيلسنكيرشن ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا.
وعلى ملعب “فيلتنس أرينا”، أشرك المدرب الألماني يواكيم لوف التشكيلة التي خسرت أمام بولندا السبت (0-2) مع تغيير واحد تمثل في إشراك يوليان دراكسلر بدلا من أندريه شورله.
وتعتبر نقطة التعادل ثمينة جدا لإيرلندا التي رفعت رصيدها إلى 7 نقاط وبقيت شريكة لبولندا في الصدارة بعد تعادل الأخيرة مع ضيفتها أسكتلندا 2-2، فيما صار رصيد ألمانيا 4 نقاط.
وأعرب لاعبو المنتخب الألماني عن شعورهم بالإحباط وخيبة الأمل. إذ قال توني كروس، لاعب ريال مدريد الأسباني والذي سجل هدف ألمانيا الوحيد أمس: “نشعر بخيبة أمل كبيرة، لم يكن هناك داع لما حدث، فقد لعبنا جيدا لفترات طويلة من المباراة”. وأضاف كروس: “ولكن بمجرد تقدمنا بهدف، بدأنا نفعل كل شيء بطريقة مختلفة، ولا يوجد تفسير لما حدث، ولكننا لفترات طويلة أظهرنا قدراتنا الحقيقية”.
واتفق ماريو غوتزه مع كروس في الرأي، حيث قال: “إنه أمر محبط للغاية، كنا واثقين من الفوز بشكل كبير، فنحن نتمتع بالإمكانية والقدرة على الفوز بالمباراة، لكن من المحبط أن تنتهي المباراة بهذا الشكل”.
بينما تحدث أنطونيو روديجر عن إحباط لاعبي ألمانيا سواء بسبب هذه المباراة أو المباراة السابقة. وقال روديجر: “إنه أمر مخيب للآمال تماما بالنسبة إلينا، كنا الفريق الأفضل بكل وضوح في كلتا المباراتين. وسنحت لدينا العديد من الفرص للفوز بكل منهما”.
كما أعرب نيرسباخ، رئيس اتحاد الكرة الألماني، عن شعوره بالإحباط قائلا: “إنه أمر محبط للغاية، كان يجب أن تنتهي المباراة بفوزنا 1-0 وكنا سنظفر وقتها بنقاط المباراة الثلاث، ولكن ما حدث أمر محبط حقا”.
في المقابل انتفض المنتخب الأسباني بطل النسختين الأخيرتين في مونديال جنوب أفريقيا 2010 وعوض الهزيمة التي تلقاها الخميس الماضي أمام سلوفاكيا (1-2) بفوزه على مضيفه اللوكسمبورغي 4-0 في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثالثة.
منتخب أسبانيا بطل النسختين الأخيرتين ومونديال جنوب أفريقيا 2010 انتفض وعوض الهزيمة التي تلقاها أمام سلوفاكيا
ودخل “لا فوريا روخا” اللقاء وهو يحاول نسيان ما حصل معه في الجولة الماضية حين مني على يد سلوفاكيا بهزيمته الأولى في مبارياته الـ37 الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا وكأس العالم.
وفشل منتخب أسبانيا في الجولة الماضية في مواصلة نتائجه المميّزة في التصفيات خارج قواعده، بعد أن سبق له وفاز بمبارياته الـ14 الأخيرة (رقم قياسي أوروبي) منذ تعادله مع إيسلندا (1-1) في سبتمبر 2007، كما أنه لم يخسر أيا من المباريات الـ17 الأخيرة التي خاضها خارج ملعبه منذ سقوطه للمرة الأخيرة أمام السويد (0-2) في أكتوبر 2006، قبل أن يسقطه السلوفاكيون.
ولم يكن مساء الاثنين في هذه الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لفرنسا 2016، عاديا بالمعنيين الإيجابي والسلبي، إذ شهد سقوط هولندا، ثالثة مونديال البرازيل 2014 وبطلة نسخة 1988، لأول مرة أمام إيسلندا (0-2) من أصل 11 مواجهة بين الطرفين، ليصبح المدرب الجديد-القديم لمنتخب الطواحين، غوس هيدينك، في وضع لا يحسد عليه بعد تلقيه هزيمته الثانية من أصل 3 مباريات في التصفيات والثالثة من أصل أربع مباريات منذ استلامه مهامه خلفا للويس فان غال الذي ترك منصبه بعد المونديال للإشراف على مانشستر يونايتد الإنكليزي. وفي مباراة إيطاليا ومضيفتها مالطا (1-0) حقق لاعب الأخيرة مايكل ميفسود “إنجازا” في الدقيقة 28 من اللقاء، إذ أصبح صاحب أسرع بطاقة حمراء لقائد في تصفيات كأس أوروبا.
كما تعرض منتخب اليونان بطل نسخة 2004 لسقوط جديد على أرضه أمام ضيفه الإيرلندي الشمالي 0-2 في أثينا ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السادسة.
والفوز هو الثالث على التوالي لإيرلندا الشمالية، فيما منيت اليونان بهزيمتها الثانية بعد الأولى أمام رومانيا (0-1) في الجولة الأولى قبل أن تتعادل خارج قواعدها مع فنلندا 1-1 في الجولة الثانية. وبات مصير المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري الذي خلف البرتغالي فرناندو سانتوس المنتقل بعد المونديال للإشراف على منتخب بلاده، على صفيح ساخن. وتتصدر إيرلندا الشمالية ترتيب المجموعة مع تسع نقاط، تليها رومانيا (7)، وفنلندا والمجر (4)، واليونان (نقطة واحدة)، وجزر فارو (دون نقاط).
وعلى الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين، هزمت رومانيا مضيفتها فنلندا بهدفين نظيفين سجلهما بوغدان ستانكو (54 و83) وانفردت بالمركز الثاني برصيد 7 نقاط، فيما وقف عداد فنلندا عند 4 نقاط.
وفي تورشافن، حققت المجر فوزا متواضعا على مضيفتها جزر فارو بهدف يتيم حمل توقيع آدم شالاي بعد كرة متقنة من بالاش دشودشاك (21).
وصار رصيد المجر 4 نقاط، بينما بقيت جزر فارو من دون نقاط بعد أن تلقت الهزيمة الثالثة على التوالي. كما فرطت البوسنة في فرصة تكريس نفسها عقدة لضيفتها بلجيكا بعد تقدمها عليها 1-0 واكتفت بالتعادل معها 1-1 في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية. وضمن المجموعة الخامسة، في سيرافال، اكتسحت سويسرا مضيفتها سان مارينو (6 ـ 0)، وهو الفوز الأول لسويسرا التي قدمت مستوى جيدا في مونديال 2014 بالبرازيل، فيما منيت سان مارينو بخسارتها الثالثة على التوالي