أضاف تمدّد حركة التمرّد الحوثي في اليمن أعباء أمنية جديدة على السعودية التي تقلقها انعكاسات هذا التمدّد على حدودها الجنوبية.
ويسيطر الحوثيون الشيعة على جانب كبير من الأراضي على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1700 كيلومتر وتتخللها جبال شاهقة ومساحات شاسعة من التلال الصحراوية وشهدت قبل خمس سنوات حربا حدودية قصيرة مع السعودية.
وفي غياب أي دوريات يمنية ومواقع للحرس على الجانب اليمني من الحدود، فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين والجماعات المتشدّدة مثل تنظيم القاعدة تبقى ما تضعه السعودية من حراسات، وما تتخذه من إجراءات لتأمين حدودها.
وقال المقدم حميد الأسمري من حرس الحدود في محافظة جازان “نحن نعمل وحدنا”، في إشارة إلى غياب الدور اليمني.
ولا يفصل سوق المشنق للسلاح عن موقع حرس الحدود السعودي المحاط بأكياس الرمل سوى بضع مئات من الامتار في قرية طينية صغيرة عبر واد فسيح.
وعندما يتوقف الحرس لأداء صلاة الجمعة تصل إلى أسماعهم خطب أئمة المساجد من الحوثيين من الجانب الآخر للوادي. وعندما ينظرون عبر مناظيرهم المكبرة يرون شعارات الجماعة الشيعية مكتوبة بالطلاء على الجدران “الموت لأميركا.. الموت لاسرائيل..”.
ويسيطر الحوثيون على مساحات شاسعة من شمال اليمن منذ تكوين أتباع لهم بين قبائل المنطقة في بدايات الألفية الثالثة بفضل شن حملة للمطالبة بـ”حقوق” الشيعة الزيدية. وبعد خوض ست حروب غير حاسمة مع الحكومة المركزية سيطر الحوثيون أخيرا على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي وأصبحوا الآن قوة رئيسية في الحياة السياسية باليمن.
وتشعر السعودية بالقلق للروابط التي تربط الحوثيين بإيران وتخشى أن يسعوا لتقليد الدور الذي لعبه حزب الله في لبنان.
كما يشعر السعوديون بالقلق لخطر استراتيجي آخر ينبع من اليمن حيث يتمركز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي سبق أنّ شنّ في يوليو الماضي هجوما على منطقة شرورة الحدودية.
وبالنسبة للحرس الذين يراقبون الحدود يعد أكبر مصدر للقلق أن الحدود تسيطر عليها مجموعة تتكون في الأساس من رجال قبائل محليين يعيشون على التهريب.
وقال الأسمري إن رجال حرس الحدود اعتقلوا في العام الماضي في جازان وحدها 235 ألف شخص يحاولون عبور الحدود بالمخالفة للقانون وضبطوا 2800 قطعة سلاح من بينها بنادق هجومية وقنابل يدوية وصواريخ صغيرة و16 طنا من الحشيش.
وتعمل السعودية على شق طريق حدودي جديد يحيط به سور من الجانبين بالإضافة إلى نشر أعمدة عالية مثبت عليها كاميرات ومعدات رادار تسمح للحرس بمراقبة الحدود على امتدادها بالكامل والتحرك السريع بإرسال دوريات. لكن استكمال هذا المشروع سيستغرق سنوات بفعل وعورة تضاريس المنطقة.