بعد تضييق الخناق على أصحاب الفكر الضال ميدانيا، أصبح فضاء الإنترنت "العدو الأول" للسعودية بسبب نجاحه في "غسل أدمغة الشباب السعودي".
أكد رئيس حملة السكينة عبدالمنعم المشوح رصد 90 تغريدة “إرهابية” في الدقيقة الواحدة تستهدف السعودية، وأكد انتشار 130 ألف تغريدة ذات محتوى متطرف على موقع تويتر كل يوم.
وقال إن دراسة الحملة لقياس الخطر في موقع تويتر أثبت أن تلك التغريدات تنطلق بشكل ممنهج وليست عشوائية. و”سكينة” هي منظمة سعودية غير حكومية، تستهدف إقامة حوارات على الإنترنت لمكافحة التطرف.
وقال المشوح خلال ورقة عمل قدمها خلال جلسات ملتقى الإرهاب الإلكتروني (خطره وطرق مكافحته) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، إن أساليب إدارات الجسد الإلكتروني للتنظيمات الإرهابية تعتمد على التجنيد المباشر بشكل واضح فكريا وعسكريا، وتهييج وصناعة أجواء مشحونة، وبث مكثّف للمواد التي تخدم أهدافهم، وتنويع طريقة العرض عبر كتاب ومجلات ونشرات وأشرطة صوتية ومقاطع مرئية، إضافة إلى أساليب علمية وعاطفية أخرى، مما يثبت أن طريقة عملهم ليست عشوائية، وإنما وفق خطط استراتيجية.
وكانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات نظمت ملتقى “الإرهاب الإلكتروني.. خطره وطرق مكافحته”.
وأوصى المشوح بضرورة إنشاء مركز عالمي مختص في مواجهة الإرهاب فكريا عبر الإنترنت، وإنشاء مركز عالمي للتدريب على مواجهة الإرهاب الإلكتروني فكريا، وتعميم تجربة حملة السكينة بما يناسب الدول والمجتمعات المختلفة، وتشجيع الأبحاث والدراسات المختصة في الإرهاب الإلكتروني، وإنشاء وحدات حوار إلكترونية فكرية بلغات متعددة لمناقشة المتعاطفين مع الجماعات المتطرفة.
وتطرق إلى ضرورة إنشاء رابطة أهلية للمتطوعين في مواجهة الإرهاب، وإطلاق مسابقة لأفضل المبادرات في مواجهة الإرهاب الإلكتروني. وتحاول السعودية محاصرة الإرهاب الإلكتروني وتضييق الخناق عليه.
وتأتي هذه التطورات بعد أن نجحت البلاد خلال السنوات الماضية في تضييق الخناق على أصحاب الفكر الضال في الجانب الميداني، وتجفيف منابع الأموال، مما دعاهم إلى التوجه إلى فضاء الإنترنت بهدف غسل أدمغة الشباب من خلال حزمة من الأفكار المنحرفة التي يروجون لها، عبر مقراتهم في دول أخرى.
وكان عبدالمنعم المشوح رئيس حملة السكينة في السعودية أكد أن تويتر يعتبر رقما واحدا في البيئات الخصبة لانضمام سعوديين إلى داعش ثم تأتي بقية وسائل التواصل الاجتماعي، ودون تويتر كان عدد السعوديين في داعش سيكون أقل بكثير مما هو عليه الآن”.
وكانت الحكومة السعودية قد واجهت هذا الأمر قبل عدة أشهر بسنّ قوانين تجرم استخدام تويتر بغرض بث أفكار متطرفة أو إظهار التعاطف مع متورطين قبل أن تحاكم عدة أشخاص متورطين في هذا الشأن خلال الأشهر الماضية.