ردت الحكومة الباكستانية الأحد على مطالبة الإمارات لها بموقف واضح من علاقاتها الإستراتيجية مع دول الخليج، باتهام أبوظبي بتوجيه "تهديدات" لهذا البلد الذي رفض المشاركة في العملية العسكرية العربية ضد الحوثيين الموالين لإيران في اليمن.
ولم تقدم اسلام اباد ردا واضحا على المطالبة الإماراتية غداة مصادقة البرلمان الباكستاني بالاجماع على قرار يدعم التزام اسلام اباد بحماية الاراضي السعودية من المتمردين الحوثيين.
الا ان البرلمان الباكستاني رفض طلب السعودية ارسال جنود وسفن وطائرات للمشاركة في القتال في اليمن.
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش السبت قرار البرلمان بأنه "متناقض وخطير وغير متوقع من اسلام أباد"، وذلك في واحدة من سلسلة تغريدات على تويتر تنتقد موقفي باكستان وتركيا من الأزمة اليمنية.
وقال قرقاش في تغريدة أخرى "الموقف الملتبس والمتناقض لباكستان وتركيا خير دليل على ان الامن العربي من ليبيا الى اليمن عنوانه عربي، اختبار دول الجوار خير شاهد على ذلك".
وأضاف "باكستان مطالبة بموقف واضح لصالح علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الامر المصيري تكلفتها عالية".
رد وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان الاحد ببيان اتسم بلهجة غير معتادة، متهما الامارات بـ"توجيه تهديدات" لبلاده.
وقال "ان تصريح الوزير الاماراتي هو انتهاك فاضح لكل الاعراف الدبلوماسية السائدة طبقا لمبادئ العلاقات الدولية".
وقال ان "باكستان بلد فخر وعزة ويكن مشاعر اخوية لشعب الامارات والسعودية، ولكن هذا التصريح من وزير اماراتي هو بمثابة اساءة لعزة نفس باكستان وشعبها وهو امر غير مقبول".
من جهة ثانية، انتقد الوزير الإماراتي التقارب في المواقف بين طهران وانقرة واسلام اباد قائلا "يبدو ان أهمية طهران لاسلام أباد وانقرة يفوق أهمية دول الخليج، بعدنا الاقتصادي والاستثماري مطلوب، و يغيب الدعم السياسي في اللحظة الحرجة".
والامارات مستثمر كبير في باكستان كما ان نحو 1,4 مليون باكستاني يعملون في دول الخليج ويرسلون حوالات الى بلادهم تعد رافدا حيويا لاقتصاد البلاد.
وقال قرقاش ايضا "وزير الخارجية التركي يرى تطابق وجهات النظرمع ايران حول اليمن، والحل السياسي مسؤولية تركية وإيرانية وسعودية، مواقف الحياد المتخاذل مستمرة".
ولم ترد تركيا على الفور على الانتقادات الإماراتية.
وبدأ تحالف عربي تقوده السعودية في 26 آذار/مارس عملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على صنعاء وهددوا الرئيس عبد ربه منصور هادي المتواجد في السعودية حاليا.