(شينخوا) أكد مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف في سوريا اليوم (الاحد) أن إرهابيي تنظيم (داعش) دمروا قوس النصر في مدينة تدمر بالريف الشرقي لمحافظة حمص (وسط سوريا) .

وقال عبد الكريم في تصريح خاص لوكالة (شينخوا) بدمشق إن " تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قاموا بتفجير قوس النصر اليوم الاحد الذي يعود تاريخه للقرن الثاني الميلادي " ، مؤكدا وجود معلومات منذ اكثر من ثلاثة اسابيع بقيام تنظيم (داعش) بتفخيخ قوس النصر.

وأضاف عبد الكريم أنه " لم نكن نفكر يوما أن جنونهم سيقودهم إلى تفخيخ قوس النصر وتدميره باعتباره لا يحمل دلالات دينية ، كالمعابد او الكنائس ولكنهم استهدفوا قوس النصر الذي يحمل طابعا مدنيا بحتا " .

واشار عبد الكريم إلى أن القوس يحمل أهميته لأنه يعتبر مدخل المدينة القديمة في تدمر وواحد من أجمل رموز ومعالم المدنية الاثرية .

واضاف "نعتقد، وفقا لشهادات التي تلقيناها، أن التفجير وقع اليوم الأحد"، مضيفا أن تنظيم (داعش) منذ ثلاثة اسابيع تقريبا استخدموا حفارات من أجل تفخيخه .

وفي الوقت نفسه , اعرب عبد الكريم عن تشاؤمه حول مصير الآثار القديمة الأخرى في تدمر ، قائلا " نحن نتوقع أن مدينة تدمر الاثرية بالكامل سيتم تدميرها بعد أن فجر إرهابيو (داعش) سابقا اثنين من المعابد الكبرى، 10 قبور، ودمرت بعض الاثار في متحف المدينة ".

واضاف ان "تدمير القوس اليوم هو حلقة في سلسلة من الدمار في المدينة" .

وحث عبد الكريم المجتمع الدولي للتحرك مع "أدوات حقيقية" لانقاذ المدينة، مشيرا الى ان "الحرب في تدمر هي حرب الثقافات، وليس حربا سياسية ."

ويشار إلى أنه ومنذ احتلال المدنية من قبل تنظيم (داعش) في مايو الماضي، دمر التنظيم السجن العسكري الشهير في المدينة والعديد من المقابر الإسلامية. كما ارتكب تنظيم ( داعش ) الإعدام العلني لعدد من جنود الحكومة والأشخاص المتهمين بالعمل لحساب الحكومة ، وكان أحدثها قتل خالد اسعد، عالم الآثار السوري البارز، الذي كان قد عاش في تدمر معظم حياته .

ومدينة تدمر تحتوي على آثارا ضخمة لمدينة كبيرة شكلت أحد أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.

وكانت سوريا قبل الازمة في 2011 نقطة جذب للعديد من البعثات الأثرية المتعددة الجنسيات للبحث عن أدلة جديدة من الحقائق التاريخية عن تطور الحضارات.