■ دخل برشلونة المباراة برغبة كبيرة .. باعتقادي أن هذا الأمر حدث لوجود أكثر من لاعب يمتلك هذا الدافع، فهذا أردا توران يريد استكمال ما بدأه في الفترة الأخيرة وذاك دينيس سواريز يقاتل للتأكيد على أحقيته في اللعب لفترات معقولة في ظل العناصر المميزة التي بات يمتلكها البرسا في خط الوسط، بينما أكثر من يكون خطيرًا عندما يمتلك الدافع هو ليونيل ميسي.
فلأول مرة منذ 3 سنوات على الأقل أجد ميسي بهذه الحالة البدنية والفنية المميزة منذ البداية .. كنت في المواسم السابقة تجده بدينًا غير جاهز بسبب عودته متأخرًا من الأجازة. لكن هذه المرة يبدو وأنه قرر أن ينفض عنه غبار ما حدث في الولايات المتحدة أمام تشيلي والتركيز على هذا الموسم فقدم مستوى رائع أمام إشبيلية وكرره أمام جاره بيتيس.
ميسي مثل النبيذ .. كلما ازداد عمرًا كلما ازداد جمالًا وقيمة .. الرجل يقدم الجديد في كل موسم وهذا الموسم عشقه مريب للتمريرات القطرية العالية .. بالمناسبة أدرك أنك قرأت الجملة وكل ما فكرت فيه هو أن أحمد عطا يعرف طعم النبيذ لكن لا تقلق هو تشبيه بريء! يكفينا نبيذ ميسي وأي لاعب موهوب آخر.
■ من الجيد جدًا لبرشلونة أن يواصل أردا توران الأداء بشكل جيد وأن ينسجم دينيس سواريز مع الفريق أكثر .. صحيح أن أردا مازال لا يمكن له أن يلعب أساسيًا بمجرد عودة إنيستا في رأيي لكن اكتسابه الثقة مهم جدًا ويعطي الفريق خيارات جديدة بينما مازلت لا أرى أن دينيس مناسب لطريقة 4/3/3 لكنه بالتأكيد أفضل بكثير من سيرجي روبيرتو الذي وجد ضالته في مركز الظهير الأيمن ويقدم أداءً جيدًا هناك وهو أمر جيد يشكل هدنة بيني وبين من يعارض رأيي فيه وفي أنه لا يصلح لوسط البرسا.
■ في حديث مع إذاعة بي بي سي قبل قليل كان السؤال موجهًا إلي هل يمكن أن يكون تألق أردا توران كافيًا ليستغني البرسا عن ضم مهاجم جديد، والحقيقة أنني أحببت أن أسرد عليكم إجابتي التي تبدأ بكلمة "لا". أردا يستطيع سد الفراغ الذي يخلفه نيمار لكنه بالتأكيد لا يستطيع سد فراغ سواريز رأس الحربة الوحيد في برشلونة أو سيضطر البرسا إلى العودة لاستخدام ميسي كمهاجم وهمي ما قد يهدد الكتلونيين بعقم هجومي وربما يجعل البرسا يفقد الحالة الفنية المميزة الحالية لميسي.
شاهد ما يفعله لويس سواريز.. بعيدًا عن تسجيله لأهداف غزيرة آخر هاتريك اليوم، فالرجل يقوم بتثبيت قلبي الدفاع ما يفسح مجالًا لميسي وأي لاعب يستطيع التوغل في الفراغ بين الوسط والدفاع ليقوم بممارسات خطيرة على أعصاب المنافس.
■ كانت حركة جيدة مع لويس إنريكي أن يُشرك كلاوديو برافو في مباراة اليوم كنوع من الوداع اللائق للحارس الأمين الذي زاد عن مرمى البرسا في أوقات كثيرة لكن يبدو وأن ذلك الوداع لم يكن لائقًا فنيًا فبرافو كان مساهمًا بشدة في الهدف الأول لبيتيس .
■ هل يمكن أن يخرج برشلونة دون دروس من المباراة؟ بالتأكيد لا، فالفريق لم يتخل عن المشكلة التي يمر بها أحيانًا والتي جعلته يعاني الأمرّين في أبريل الماضي بفقدان التركيز والسيطرة على مجريات المباراة .. أتت هذه الفترة عندما سجل بيتيس هدف التعادل وكان غير بعيد عن تسجيل الهدف الثاني لو كان أكثر تركيزًا في التمريرة قبل الأخيرة ولو لم يكن أومتيتي موجودًا في احداها .. كعادة برشلونة يكون ضعيفًا جدًا عندما تكون الكرة ليست بحوذته واللعب في وسط ملعبه.