للوهلة الأولى يبدو الأمر مقلباً في أحد البرامج الكوميديّة التي تبرع فيها الثقافة المصريّة. لكن للأسف، الخبر صحيح: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أن تنازل عن حقوق الأمّة لإسرائيل، وكرامة شعبه لنظام الانحطاط العربي، لم يعد يملك ما يبيعه إلا... الأهرامات. ما تشهده مصر اليوم، ويتفرّج عليه العرب مذهولين، ليس إلا جزءاً جديداً من المسلسل التراجيكوميدي إيّاه: «عوّاد باع أرضه». «الريّس» الذي لم يسامحه الشعب بعد، ولن يسامحه التاريخ، على تقديم جزيرتي تيران وصنافير، هديّة إلى «آل سعود» رعاة نظامه الممسكين بقبضة دامية على خناق أهل الجزيرة والشعوب العربيّة، ها هو هذه المرّة «يهدي» الأهرامات إلى القطاع الخاص... وتحديداً إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، صديق إسرائيل، الذي يعتبر أحد كبار داعمي النظام وحلفائه وشركائه. ها نحن نتفرّج على رئيس مصري يتنازل صاغراً عن كنز من تراث البشريّة، ومن مقدرات الشعب المصري، إلى القطاع الخاص الذي سيتولّى إدارته واستثماره. في قلب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشعب المصري، ونظام سياسي استبدادي يراعي مصالح الطغمة المالية على حساب الشعب، كما يتحالف مع المصالح الاستعماريّة على حساب الوطن والأمة، لم نكن لنتوقّع قراراً أكثر عبثيّة وفجاجة.
الاخباراللبنانية