في سياق إصداراته الإعلامية المتوالية، كشف ما بات يعرف بـ"تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، أخيراً، عن تفاصيل جديدة لأحد عناصره العائدين من "جوانتانامو"، يدعى "هاني عبده مصلح شعلان"، قتل في غارة يعتقد أنها أميركية يمنية مشتركة استهدفت مواقع للتنظيم بمنطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء في ديسمبر الماضي.
وقال التنظيم إن شعلان، وكنيته "أبو البراء"، من مديرية بعدان بمحافظة إب، وكان يلقب بـ"سلمان الصنعاني"، بينما عرف في أفغانستان بـ"جليبيب الإبي"، وهو من مواليد الرياض، لكنه انتقل من "بلاد الحرمين مع عائلته في وقت مبكرٍ من عمره إلى صنعاء واستقر فيها بالتحديد في حي الستين جوار مسجد البركة، وكان يتردد غالباً على مسجد النصر في الحي المجاور"، قبل أن يسافر إلى أفغانستان، ويلتحق بمعسكرات التدريب هناك، حيث أرسل إلى الخطوط الأمامية للقتال في شمال كابل -خط بجرام، ضد قوات الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود، وذلك بعد مقتل الأخير وهجمات الحادي عشر من سبتمبر بأسبوعين تقريباً.
الإصدار الذي نشرته مؤسسة الملاحم التابعة للتنظيم على شبكة الإنترنت الأسبوع الماضي، كتبه أحد رفاق شعلان رمز لاسمه بـ"سيف منصور"، كشف في السياق ذاته بأنه نفسه أحد العائدين من"جوانتانامو"، ويعد هذا الإصدار الثاني في سلسلة ما أطلق عليه التنظيم "سلسلة شهداء الجزيرة"، حسب وصفه.
ويحرص الجهاز الإعلامي لتنظيم "القاعدة" على الترويج لقصص قتلاه وإبراز الجوانب السلوكية في حياتهم، كجزء من الدعاية الإعلامية التي يمارسها التنظيم لإظهار مدى وفائه لأتباعه حتى بعد موتهم، فضلاً عن تقديمهم كأبطال، لإغراء شباب آخرين بالانخراط في صفوف التنظيم.
وفي الإصدار الجديد، يتحدث الكاتب عن مشاركته إلى جانب هاني شعلان في معارك "تورا بورا" ضد القوات الأميركية إبان الغزو الأميركي في العام 2001، قبل أن يشتد القصف الأمريكي الجوي المكثف على جبال تورا بورا ليلاً ونهاراً، وجاء الأمر بالانسحاب من الأمير العام لتنظيم قاعدة الجهاد الشيخ أسامة بن لادن (....) بعد أن اجتمع علينا العالم بأسره (...) وانقطعت (علينا) جميع طرق الإمداد واشتد القصف، وأصبحنا شبه محاصرين من جميع الجهات، وكان ذلك في الثامن والعشرين من شهر رمضان، وتم الانسحاب من جبال تورابورا".
وتطرق الكاتب إلى وقوعه مع هاني شعلان وآخرين من عناصر "القاعدة" في قبضة القوات الباكستانية، بسبب"خيانة رافضية شيعية باكستانية"، حسب تعبيره، حيث سلموا بعدها إلى القوات الأميركية في قندهار ومنها إلى "جوانتانامو" على دفعات خلال خمسة أشهر، مشيراً إلى نقله إلى "جوانتانامو" بعد شعلان بشهرين، وخروجه منه قبله بتسعة أشهر.
وعن الأيام التي جمعتهم في "جوانتانامو"، قال كاتب المقال بأن شعلان تمكن من حفظ القرآن الكريم في "جوانتانامو"، مضيفاً:"كان يخفف على إخوانه ويواسيهم بصوته الجميل في الإنشاد تارة (...) وأحياناً بالتمارين والتدريبات الرياضية؛ حيث كان أبو البراء حاصلاً على الحزام الأسود في لعبة التايكواندو".
وتابع الكاتب: "وبعد مرور سنة من خروجنا وبالتحديد في فجر الخميس الثلاثين من ذي الحجة من عام 1430هـ كان أخي أبو البراء على موعد مع الشهادة حيث تعرض هو ومن كان معه لقصف جوي أمريكي يمني استهدفهم وهم في إحدى المهمات الجهادية"..
وكان هاني شعلان قتل مع آخرين في غارة جوية في 24 ديسمبر 2009، قالت السلطات اليمنية إنها استهدفت ثلاثة مواقع لتنظيم "القاعدة" في منطقة أرحب شمال صنعاء.
ويشار إلى أن الحكومة اليمنية تسلمت شعلان في يونيو 2006، ضمن دفعة مكونة من ستة معتقلين يمنيين، احتجزوا فور عودتهم في سجن الأمن السياسي لأشهر، ثم أفرج عنهم في أكتوبر 2007، غير أن شعلان انخرط في صفوف "القاعدة"، بينما يحاول معظم العائدين اليمنيين من "جوانتانامو" الاندماج في المجتمع والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية