ردفان برس - حميد الأحمر يسعى لدى السفراء لتعجيل إبعاد اللواء علي محسن خارج اليمن

كشفت مصادر مطلعة لشبكة أخبار شباب اليمن بأن رجل الأعمال والقيادي في حزب الاصلاح " الإخوان المسلمين" حميد الأحمر يقوم بالتواصل مع بعض سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحثهم على ضرورة اقصاء اللواء المنشق علي محسن الأحمر واجباره على مغادرة اليمن.
وكانت وثائق ويكليكس كشفت في العام الماضي معلومات تتعلق بهذا الجانب عندما نقلت عن حميد الاحمر أنه سيعمل على اقناع اللواء علي محسن الأحمر بالتخلي عن دعمه للرئيس علي عبدالله صالح واستغلاله لتحقيق أهدافهم في اسقاط النظام وبعد ذلك سيتم تحييده وابعاده عن أي مشاركة في قيادة الدولة باعتبار أنه " علي محسن " منغمس في مستنقع الفساد.
إلى ذلك ذكرت مصادر سياسية رفيعة بأن الأخ نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بصدد إصدار قرار رئاسي بإحالة الجنرال علي محسن الأحمر على التقاعد، وإمهاله مدة أسبوع لمغادرة اليمن، في إطار اتفاق تم إبرامه في وقت سابق من مغادرة الرئيس علي عبد الله صالح اليمن للعلاج في الولايات المتحدة..
ونقل موقع " نبأ نيوز الاخباري " عن تلك المصادر قولها: " إن من المرجح أن يصدر نائب رئيس الجمهورية الأسبوع القادم قراراً بإحالة الجنرال علي محسن على التقاعد، وذلك بحسب اتفاق تم مطلع الأسبوع الجاري بإشراف مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر والسفير الأمريكي بصنعاء وسفير الاتحاد الأوروبي، وقضى أيضاً بإلزام "علي محسن" بمغادرة اليمن في غضون أسبوع من صدور قرار إحالته على التقاعد".
مشيرة إلى أن الرئيس علي عبد الله صالح كان قد تراجع عن قرار سفره للولايات المتحدة بسبب مخاوفه من نوايا الأطراف المسلحة- في إشارة لقائد الفرقة المنشق وأولاد الأحمر- بالإقدام على تفجير العنف قبيل الانتخابات الرئاسية وتعقيد الأزمة، وضغط على الأطراف الدولية بضرورة مغادرة تلك الأطراف لليمن لنزع كل الأسباب التي تقود للتوتر، وتهدد العملية الانتخابية. إلاّ أن قرار سفره جاء بعد الاتفاق على رحيل علي محسن.
وفيما لم يعرف بعد الجهة التي سيغادر إليها الجنرال محسن، إلاّ أن ما جرى الحديث عنه في وقت سابق بشأن المفاوضات السرية التي جرت بينه وبين مسئولين أمنيين أمريكيين حول ملفات القاعدة في اليمن ترجح حصوله على ضمانات أمريكية بإعفائه من الملاحقات القانونية في الخارج، واعتباره "شاهداً" في القضايا المنسوبة إليه؛ مما يتوقع أن تكون الولايات المتحدة هي المحطة التي يشد رحاله إليها.
من جانبها ذكرت صحيفة " اليمن " أن دوائر دبلوماسية في العاصمة صنعاء رجحت مغادرة اللواء علي محسن الأحمر اليمن بالتزامن مع خطوات عملية تباشرها لجنة الشؤون العسكرية لإنهاء الانشقاق العسكري, إثر تجاوز عقبة قانون الحصانة وتزكية نائب الرئيس في مجلس النواب.
فيما اشارت مصادر مطلعة إلى أن التحركات المكثفة التي مورست خلال الأيام السبعة الماضية, من قبل الدوائر الدبلوماسية الغربية الراعية لاتفاق التسوية السياسية في اليمن أثمرت في تجاوز العقبات والخلافات حول تفسير وتنفيذ البنود الرئيسية الواردة في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة, وفي مقدمة تلك المبادئ المتعلقة خصوصاً بقانون الحصانة (الضمانات) وتزكية المرشح التوافقي عبدربه منصور للانتخابات المبكرة لرئاسة الجمهورية.
وسوف يلي ذلك وفقاً للمصادر نفسها البدء في الإجراءات العملية والتنفيذية لإنهاء الانشقاق العسكري الذي يقوده اللواء علي محسن وعودة الفرقة الأولى مدرع والملتحقين بها من العسكريين عن تمردهم على المؤسسة العسكرية تمهيداً للإعلان عن إنهاء الانشقاق واندراج الفرقة الأولى وألوية ووحدات المنطقة الشمالية الغربية تحت مظلة الجيش اليمني ووزارة الدفاع وفي إمرة القيادة العليا للقوات المسلحة بإشراف لجنة الشؤون العسكرية.
ونوهت المصادر الى تشديد الوسطاء على هذا الملف باعتباره العقبة الحقيقية الوحيدة المتبقية في طريق إنفاذ أهم بنود وواجبات المرحلة الانتقالية الأولى, ويدخل معه الانتهاء من إخلاء كافة المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية لاسيما تعز.
ووفقاً للاتفاق السياسي والمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة يجب الانتهاء من معالجة الانقسام العسكري وإنهاء حالة الانشقاق عن الجيش في غضون المرحلة الانتقالية الأولى وقبيل حلول 21 فبراير موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.. وأوضحت المصادر في حديثها لصحيفة "اليمن" أن التحركات الأخيرة للوسطاء الراعين لاتفاق التسوية قد شملت التطرق إلى هذا الملف لضمان سيرورة حسنة للأمور خلال الفترة الزمنية القصيرة المتبقية على موعد الانتخابات عقب حسم ملفي الحصانة والترشح في البرلمان, مشيرة إلى إبلاغ قائد الفرقة الأولى والمنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن بضرورة تمكين اللجنة العسكرية من مباشرة صلاحياتها وواجباتها فيما يتعلق بإنهاء الانشقاق العسكري على الفور واتخاذ التدابير والمعالجات اللازمة لطي صفحة الانقسام الخطير في المؤسسة العسكرية, كما تم إبلاغ علي محسن مجدداً بضرورة التواري عن المشهد اليمني خلال هذه المدة ومغادرة اليمن بصورة مؤقتة كشرط لتطبيع الأوضاع الميدانية والسياسية على مشارف الانتخابات الرئاسية المبكرة.
وأضافت الصحيفة أنها حصلت على معلومات معلومات موثوقة من أطراف دبلوماسية منخرطة في أجواء الاتصالات ومتابعة تنفيذ اتفاق التسوية اليمنية حول تفاصيل لقاء جمع السفير الأمريكي بصنعاء السيد جيرالد فايرستاين واللواء علي محسن الأحمر حيث أبلغ الأول قائد الفرقة بضرورة مغادرة اليمن بشكل مؤقت لضمان نجاح العملية الانتقالية الوشيكة والانتخابات المبكرة.
وبحسب المصادر فقد امتنع اللواء الأحمر عن إعطاء إجابة نهائية حاسمة وموقف واضح بالإيجاب على طلب سفير الولايات المتحدة وفاجأ علي محسن فايرستاين بالقول: "سأغادر اليمن إذا أراد ووجه بذلك الملك عبدالله أو الأمير نايف" محيلاً أمر بقائه أو مغادرته اليمن إلى العرش السعودي.