السفارة البريطانية كانت ضمن أهداف القاعدة في اليمن:العليمي: ثمانية من العناصر الإرهابية التي هاجمها الأمن في أرحب كانوا على وشك تنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة
صنعاء -الجزيرة - عبدالمنعم الجابري:
قال نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي إن ثمانية من أعضاء تنظيم القاعدة في الخلية التي هاجمتها قوات الأمن اليمنية في منطقة أرحب بصنعاء الأسبوع المنصرم كانوا في المرحلة الأخيرة من الاعداد لتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية بالأحزمة الناسفة.
وأضاف في تقريره الذي قدمه لمجلس النواب‘ حول الضربة الاستباقية التي وجهتها قوات الأمن لمعسكرات تنظيم القاعدة في محافظة أبين ومنطقة أرحب وفي العاصمة صنعاء‘ بأن عناصر القاعدة كانت تحضر لمهاجمة منشآت ومصالح يمنية وأجنبية بما في ذلك السفارة البريطانية.
مشيراً إلى أن العملية الأمنية ضد عناصر القاعدة في "المعجلة" بأبين ‘استهدفت طابوراً صباحياً لمعسكر عناصر تنظيم القاعدة وقد أسفرت مصرع 24 إرهابياً بينهم سعوديان وباكستانيان وعدد من المصريين،بالإضافة إلى خمسة أجانب مجهولي الهوية ( يعتقد أنهم سعوديين).
وأعرب نائب رئيس الوزراء عن أسفه لاحتمال وقوع ضحايا مدنيين جراء الضربة محملاً القاعدة المسئولية التي قال إن اثنين من أعضائها أحضرا أسرتيهما إلى المعسكر لغرض خدمة أعضاء التنظيم والقيام بإعداد وجبات الطعام لهم.. والتزم الدكتور العليمي بتعويض المدنيين في ضوء نتائج لجنة تقصٍّ مكلفة من الرئيس علي عبدالله صالح برئاسة محافظ محافظة أبين والتي ما زالت تتقصى الحقائق.
وأكد الدكتور رشاد العليمي بأن قرار الضربة الأمنية التي وجهت لعناصر القاعدة ‘ كان يمنياً ونفذته وحدات أمنية يمنية دون أية مشاركة أمنية خارجية ‘عدا الاستفادة من معلومات استخباراتي تأتي في إطار التعاون بين اليمن ودول أخرى في مقدمتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن:" إن تنظيم القاعدة يريد أن يجعل من أرض اليمن قاعدة لأنشطته الإرهابية ليس للإضرار بأرض اليمن وإقتصاده ومصالحه ولكن أيضاً لزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة .. منوهاً بأن مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف يمثل ضرورة وطنية ملحة ، إنطلاقاً من قناعة وطنية وإدراك مٌطلق بمخاطر الإرهاب الذي يُهدد أمن وسلامة المجتمع.
وقال: إن الأجهزة الأمنية والعسكرية بذلت وما تزال تبذل الكثير من الجهود الدؤوبة في مكافحة الإرهاب وحققت نجاحات ملموسة في هذا المجال سواءً في القبض على الكثير من العناصر الإرهابية وإيداعها السجون وإحالتها إلى القضاء، وهو الأمر الذي حال دون المزيد من تنفيذ أعمال إرهابية في الكثير من الأحيان ضد المصالح الوطنية والأجنبية.
موضحاً أن هذه الجهود تأتي نتيجة لما عانته بلادنا من العمليات الإرهابية التي ألقت بظلالها سلباً على مختلف الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والإجتماعية وعلى مختلف المستويات المحلية والخارجية وتكبدت خسائر فادحة سواءً على الصعيد الأمني أو الإقتصادي.
وقال الدكتور رشاد العليمي إنه رغم الجهود التي تنتهجها وتبذلها الحكومة في محاربة الإرهاب والقضاء على عناصر القاعدة إلا أن من الملاحظ الانجرار الخاطئ من بعض وسائل الإعلام وراء ما تصدره عناصر القاعدة من تصريحات أو تنشره من بيانات والتي تهدف إلى تصوير اليمن على أنه أصبح ملاذاً آمناً لعناصر القاعدة وساحة لممارسة الأنشطة الإرهابية الأمر الذي يعمل على تشجع وجذب إهتمام العناصر المتطرفة للتوجه إلى بلادنا والإنضمام إلى عناصر القاعدة وتصوير الحالة الأمنية في اليمن ونشاطات العناصر المتطرفة بشكل يشابه الأوضاع التي تعيشها بعض الدول رغم ما تبذله الأجهزة الأمنية وفي مختلف المحافظات من جهود حدت من قدرة عناصر القاعدة على استهداف المصالح المحلية والأجنبية من خلال قيام هذه الأجهزة بتنفيذ عمليات نوعية ضد تلك العناصر مما جعلها تعيش حالة من الفرار الدائم في المناطق النائية.
وقال إن إعلان العناصر الإرهابية عن تكوين ما يسمى ( تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) كان أحد العوامل التي أدت إلى توافد عناصر إرهابية إلى بلادنا وكان الهدف من هذا الإعلان تحقيق الإساءة إلى سمعة اليمن سياسياً والإضرار بالمصالح الإقتصادية خصوصاً في مجالي الإستثمار والسياحة وإظهارها بشكل يوحي بانها أصبحت مركزاً للنشاطات الإرهابية وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهتها وتحريض العناصر الإرهابية في المنطقة والعالم لمحاولة القدوم إلى اليمن والحصول على الدعم المالي اللازم لتنفيذ العمليات الإرهابية وخلق حالة من التوتر وعدم الإستقرار وتنفيذ أجندات خارجية تسعى إلى زعزعة الأمن والإستقرار والتخطيط لإقامة وإعلان إمارات إسلامية مزعومة في بعض المحافظات من خلال إنشاء المعسكرات التدريبية واستقطاب عناصر إرهابية إليها والترويج بأنها أصبحت مناطق محررة وخطرة لا تشجع المستثمرين والسياح على القدوم إليها إضافة إلى اثبات إقليمية التنظيم وذلك من خلال التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ليس في اليمن فحسب بل في دول أخرى.
وأوضح نائب رئيس الوزراء بأن عناصر القاعدة قامت خلال الفترة من 1992م إلى 2009م بتنفيذ (61) عملية إرهابية ضد منشآت اقتصادية حيوية وسفارات أجنبية وعدد من مقرات الشركات النفطية الأجنبية وغيرها واستهداف سياح أجانب.. ونتج عن ذلك سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء.
واضاف أن القاعدة وبالتنسيق مع المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة تقف وراء خطف الأطباء الألمان والبريطانيين ومقتل الألمانيتين والكورية الذين جاءوا إلى اليمن ليقدموا خدماتهم الإنسانية،
وأعلن الدكتور العليمي أن الأجهزة الأمنية أحبطت عمليات إرهابية عديدة كانت تهدف إلى زعزعة الأمن والإستقرار في البلاد .. مطالباً بتكاتف مختلف الجهود الرسمية وكذا منظمات المجتمع المدني للوقوف صفاً واحداً ضد مختلف التهديدات الإرهابية والمخططات التي تسعى عناصر القاعدة إلى تنفيذها واتخاذ مواقف جادة وموحدة وحاسمة وسريعة واستباقية في مواجهة تلك العناصر مع ضرورة إدراك أن مهمة مواجهة التطرف والإرهاب لاتقع على عاتق الأجهزة الأمنية فحسب بل تتطلب تضافر مختلف الجهود الرسمية والشعبية .