الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 16 مايو 2024آخر تحديث : 08:55 صباحاً
عدن تشهد اول وفاة سببها انعدام الكهرباء .... وفاة شاب غرقا في شبوة .... رجل الكهف في سقطرى .... هذا مايقوم به الافارقة في شبوة .... الجراد يغزو اليمن قريبا .... تهديد صحفي في عدن بالتصفية اذا لم يتوقف عن الكتابة .... انتشار تعاطي المخدرات بين النساء في عدن .... مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة ....
خيارات
طباعة طباعة
أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق
RSS Feed محلية
RSS Feed أخبار
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
  ردفان برس يعيد نشر مقال للديلمي عام94عزز فيه الفتوى التي أحلت دماء أبناء الجنوب
السبت 07 يوليو-تموز 2012 الساعة 10 مساءً / ردفان برس:
 
 
كان لمقال الدكتور عبدالوهاب الديلمي الشهير صدى قوي وردود افعال اقوى في سنة حرب صيف ة ٩٤ , ونشر هذا المقال في عدة صحف حكومية يمنية , وقد كان هذا المقال يعزز وبشدة الفتوى الشهيرة الذي حللت دماء شعب الجنوب ولأهمية المقالة فقد قامت صحيفة القضية الجنوبية بالبحث عنها واعادة نشرها .. ونحن بدورنا نقوم بنشرها ليعلم الجميع ما كان محتواها ومضمونها ولماذا حدث ومازال يحدث الكثير في ارض الجنوب ..نعيد نشرها هنا في موقعنا نقلاً عن القضية العدد 62 وذالك بالتزامن مع الذكرى الـ18 ل 94    

كيلا يلتبس حكم الحرب على الأمة

 

بقلم: الدكتور/ عبدالوهاب الديلمي

 

من أغرب ما نسمعه هذه الأيام أقوال يطلقها بعض الناس يشككون من ورائها في شرعية القتال الدائر اليوم بين جيش الحكومة ومن يقف معهم وبين الاشتراكيين ومن يقف معهم.

 

وهذه الأقوال التي يطلقها أصحابها: إما بدافع الجهل للحكم الشرعي، فهم يتجرؤون ويقتاتون على حكم الله وشرعه دون معرفة سابقة تخول لهم ذلك، ودون أن يسلكوا السبيل الواجبة على أمثالهم في سؤال أهل العلم، كما أمر الله عز وجل في حق أمثالهم بقوله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (النحل: 43).

وإما بدافع التعاطف مع الحزب الاشتراكي، إذ هناك من لا يجرؤ في هذه الأوضاع التي كشف الله عز وجل فيها الناس جميعاً حقيقة هؤلاء المرتدين على إظهار نفسه مدافعاً ومناصراً لهؤلاء المفسدين فيضطر إلى سلوك منحى آخر يحتجب وراءه.. ليظهر نفسه في سورة الإنسان المصلح المشفق الباحث عن الحق.

وأما أنه التبس عليه الحق ولم يستبن وجه الصواب والحق في شأن هذا القتال وإن كان هذا الصنف أهون من سابقيه كان الأولى في حقه التوقف ولزوم الصمت وعدم إصدار أي حكم حتى يتكشف له وجه الحق في ذلك.

ولاشك أن ما يصدر من هؤلاء جميعاً من أحكام تؤدي إلى مفاسد عقابية من حيث يدرون أو لا يدرون لأنها تخدم المرتدين مما تحدثه من توثيق عزائم المقاتلين في وجه المرتدين وتثبيط الراغبين في الجهاد.

ولا أدري هلا فاتهم أن يدركوا مدى الخطر العظيم على الدين والدنيا إذا كانت الغلبة للمرتدين، وهم يعلمون حقيقة هؤلاء ونواياهم الخبيثة وماضيهم المليء بالجرائم والإفساد والظلم، والجبروت، والقهر والإذلال، واستباحة كل شيء مما حرم الله ومحاربة كل مظاهر الدين والفضيلة.. إلى غير ذلك مما لا يجهله أحد، وهل يريدون أن يعود هؤلاء حاكمين من جديد ليذيقوا الناس كل ألوان العذاب؟ هل يريدون أن تعلو كلمة الكفر في الأرض وأن ينتصر الباطل وأن تخفت كلمة الحق وتذل وتمتهن. لقد بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم لينصر به دينه ويجعله قاهراً غالباً على سائر الأديان كما قال تعالى: "هل الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون" (التوبة: 33).

وماذا سيكون موقف المدافعين عنهم، الموالين لهم حين يقفون بين يدي الله عز وجل ألم يسمعوا قوله تعالى: ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا" (النساء: 109).

وإلى قوله تعالى: "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" (المجادلة: 22).

 

فجعل سبحانه وتعالى محبة أعدائه منافياً لدعوى الإيمان.

 

وقد يقول آخرون: لا ينبغي أن نقف موقف العداء الواضح من المرتدين فلعلهم ينتصرون فيعودون علينا بالأذية أو نخسر مصالحنا معهم.

وهذا هو موقف المذنب الذي يبحث عن المصالح فلا يهمه نصر الإسلام أو الكفر ولا يهمه غلبة الحق أو الباطل بقدر ما يهمه السلامة من الأذى وتحقيق المصالح العاجلة الدنيوية ولو كان يعرف من قبل لمن الغلبة لسارع بالوقوف إلى جانبه، وقد غاب الله عز وجل على أمثال هؤلاء بقوله: "وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قائل منهم الله علي إذ لم أكن معهم شهيداً ولئت اصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينهم مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً" (النساء: 72-73).

وقول جل شأنه: "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" (المائدة: 52).

وقد يكون مدخل التشكيك إلى عدم شرعية القتال هو أن الذين يقاتلون مع المرتدين مسلمون فكيف نقاتل مسلمين؟ فقد يكون القاتل والمقتول في النار!!.

والجواب عن هذا أن يقال: إن الحزب الاشتراكي هم عبارة عن عدد محصور وهم أصحاب القرار فلو كانوا في الساحة وحدهم ولم يكن معهم من يناصرهم ويعاونهم ويتجند في صفوفهم ويقاتل معهم، ما كان لهم من قدرة على أن يفعلوا شيئاً مما فعلوه.

فالذين وقفوا إلى جانبهم وجندوا أنفسهم لخدمتهم وطاعتهم ومتابعتهم هم الأدوات التي بها دمروا وفرضوا الإلحاد واستحلوا المحرمات وسفكوا الدماء ولولا هؤلاء الناس الذين تسمونهم بالمسلمين والذين نفذوا لهم كل ما أرادوه ما كان لهم من قدرة على أن يحققوا شيئاً مما ارادوه وقد أجاز أهل العلم قتل المتمترس بهم في الحرب، وهم المسلمون الذين يجعلهم العدو في المقدمة ليمنع جيش المسلمين من قتالهم وبالتالي لا يستطيع مقاتلة العدو الذي جعل نفسه من وراء هؤلاء المغلوبين على أمرهم من الأسرى والمستضعفين، وهذا سيؤدي إلى انتصار العدو وغلبته على المسلمين.

من أجل ذلك أجاز أهل العلم قتل هؤلاء المسلمين لأنه لا يمكن مقاتلة العدو إلا بقتل المتمترس بهم، ولأن عدم قتل هؤلاء المسلمين يترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم، وهي غلبة الكفر وأهله على أهل الإسلام وحينئذ سيحدث العدو في المسلمين من القتل والدمار والتشريد والتخريب والإفساد، أعظم بكثير من مجرد قتل أولئك المتترس بهم، وبهذا يعلم الحكم الشرعي القائم على جلب المصالح ودفع المفاسد.

وأود هنا أن أذكر أيضاً دليلاً من القرآن الكريم على تحريم تكثير سواد العدو وأن من فعل ذلك وقتل وهو في صف العدو فهو في النار فقد ذكر الإمام ابن جرير في تفسير قوله تعالى: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً" (النساء: 97-99).

إن هذه الآيات نزلت في أقوام من أهل مكة كانوا قد أسلموا وآمنوا بالله ورسوله وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر وعرض بعضهم على الفتنة فافتتن وشهد مع المشركين حرب المسلمين فأبى الله قبول معذرتهم التي اعتذروا بها التي بينها في قوله خبراً عنهم: "قالوا كنا مستضعفين في الأرض" انتهى كلام ابن جرير.

وروى الإمام البخاري في صحيحه، كتاب التفسير باب: إن الذين توفاهم الملائكة.. الآية (5/183):

عن محمد بن عبدالرحمن أبي الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث فأكتتب فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك اشد النهي ثم قال: أخبرني بن عباس أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم..." الآية.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله.. في نهاية شرح الحديث المذكور في كتاب افتن (13/38) مبيناً ما يستنبط من الحديث من أحكام قال: "وفيه تخطئة من يقيم بين أهل المعصية باختياره لا لقصد صحيح من أذكار عليهم مثلاً أو رجاء انقاذ منهم من هلكة وإن القادر على التحول عنهم لا يعذر كما وقع للذين كانوا أسلموا ثم كانوا يخرجون مع المشركين لا لقصد قتال المسلمين بل لإيهام كثرتهم في عيون المسلمين فحصلت لهم المؤاخذة بذلك، فرأى عكرمة أن من خرج في جيش يقاتلون المسلمين يأثم وإن لم يقاتل ولا نوى ذلك" انتهى.

ومن الناس من يشكك في شرعية الجهاد نظراً إلى أنه ما دام أنه لم يعلن الجهاد باسم إعلاء كلمة الله وتحت راية واضحة بأن لا يراد من الجهاد إلا إعزاز دين الله ونصر الحق الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وإلا فلا يجوز القتال لأنه قد ورد في الصحيحين وغيرهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

 

ويقولون: هذا الأمر اليوم غير واضح، بل هناك اهداف أخرى ترددها وسائل الإعلام مثل القتال للديمقراطية والتراب وغير ذلك.

والجواب على ذلك: أنه من الواجب المقارنة بين مفاسد القتال مع من يرفع مثل هذه الشعارات وعنده شيء من الخير وبين من يريد أن يستأصل شافة الإسلام وأهله ويأتي على الأخضر واليابس.

والحاكم -وإن كان جائراً ظالماً- يجب طاعته في غير معصية الله تعالى، والجهاد من أعظم القربات والطاعات ومن دخل في الجهاد من المسلمين فعليه أن يصحح نيته لله، ويخلص عمله لوجه الله عز وجل، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه كل مسلم مجاهد فالكل يجب عليهم أن يخلصوا نيتهم لله تعالى حتى يظفروا بوعد الله بالنصر أو يلحقوهم بالشهداء في سبيل الله إذا ما اختار الله عز وجل لهم الشهادة فالمؤمنون هم الذين عناهم الله عز وجل بقوله: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون" (التوبة: 51-52).

وما أعظمها من خسارة أن يقتل الإنسان في ميدان المعركة وهو يحمل نية فاسدة، إذا كان يقاتل لأمر من أمور الدنيا، من مغنم أو شهرة، أو طلب مكانة عند الناس أو غير ذلك، بل ان النصر لا يدركه إلا المؤمنون الصادقون مع ربهم، فهم الذين وعدهم الله عز وجل بنصره وتأييده والدفاع عنهم وذلك في مثل قوله تعالى: "والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم، يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" (سورة محمد: 4-7).

وقوله عز وجل: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" (الروم: 47).

وقوله سبحانه وتعالى: وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم" (الأنفال: 10)، وقوله تعالى: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون" (آل عمران: 16).

والله عز وجل الذي أخبر أن النصر من عنده هو سبحانه الذي أمر عباده المؤمنين بالأخذ بالأسباب المادية والمعنوية ففي الأسباب المادية يقول سبحانه: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" (الأنفال: 60).

وفي الأسباب المعنوية يقول جل شأنه: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط" (الأنفال: 45-47).

ويحذر عز وجل أشد التحذير من الفرار من الزحف فيقول جل شأنه: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا منحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جنهم وبئس المصير" (الأنفال: 15-16).

 

وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر الفرار من الزحف.

ومن علامات سلب التوفيق وعلامات الخذلان أن يركن الإنسان إلى قوته وحياته وذكائه وشجاعته وعدته وعتاده وكثرة جنوده دون أن يستمد النصر والتأييد من الله عز وجل بالإقبال على الله وكثرة الطاعات والعبادات والبراءة من المعاصي والذنوب وقد أدب الله عز وجل أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ف يمواطن القتال وهم خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عصى بعضهم وهم الرماة فتركوا أماكنهم التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم وحذرهم من مفارقتها في غزوة أحد، فجاءتهم الخالفة من ورائهم وحصل لهم ما حصل من القتل والجرح ونزل قول الله تعالى في ذلك: "أو لما أصابتكم مصيبة قل أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير" (آل عمران: 165).

ومرة أخرى أدبهم في غزوة حنين حين أعجبتهم كثرتهم فلما باغتهم العدو فر من فر وثبت من ثبت ونزل القرآن الكريم بقوله تعالى: "لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين" (التوبة: 25).

فكيف بحال الذين يقاتلون اليوم وإعلامهم يسرح ويمرح، ما رأيناه يوماً يوجه الناس إلى صدق التوبة والإقبال على الله تعالى بل لم يكف على الرقص المختلط الماجن واللهو واللعب وهل يستنزل النصر من الله عز وجل بمثل هذه الوسائل وهل هذا حال من يوقن بأن النصر من عند الله تعالى: وهل هذا حال من يخاف غضب الله عز وجل في كتابه العزيز: "أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو آمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" (الأعراف: 97-99).

وقد يدرك الإنسان في أساليب الإعلام السخرية من دين الله عز وجل ففي اوقت الذي يقدم فيه التلفزيون الرقص المختلط يأتي المذيع فيقرأ في البيانات: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

 

ولا ندري هل الرقص المختلط وكثرة اللهو واللعب هو من نصرنا لله عز وجل ونحن في مواجهة العدو، ودماء أبنائنا تسيل في ميدان المعركة؟

 

وقد أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما للمعاصي من أثر كبير في جلب الهزيمة على جيش المسلمين وأن أعظم عدة عند مواجهة العدو هي طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فكتب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وإلى من معه من الأجناد قائلاً:

 

"أما بعد فإني أمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب، وأمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ولوا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، فهلا جعلنا مثل هذه الوصايا لنا مناراً يضيء لنا الطريق ويوصلنا إلى شاطئ الأمان ولا يصيبنا الندامة ولا الحسرة، على ما فرطنا وسنوقن حينئذ أن الله سبحانه وتعالى معنا، ونرضى أيضاً بكل ما يصيبنا لأننا سنوقن أن الخير كل الخير فيما يختاره الله عز وجل لنا لأننا لم نفرط في حقه عز وجل ولم نقصر في الأخذ أيضاً بالأسباب المادية الممكنة.

لقد عجبت من صنيع القائمين على التلفزيون حين أبوا إذاعة بيان العلماء حول الأحداث القائمة سوى جزء مبتور وبينما أذاعوا بعض بيانات الأحزاب الأخرى بكاملها وربما كان مبررهم في ذلك: أن بيان العلماء طويل يحتاج إلى وقت لا تحتمله برامج التلفزيون الأخرى التي يرونها أهم منه كالأغاني والرقص المختلط وغيرها.

ولعل المنهج الذي يسير عليه قادة البلاد في القتال القائم اليوم في ديارنا اليمنية من عدم جعله إسلامياً بحتاً هو ما يخوفهم به الشيطان من أوليائه من اليهود والنصارى، وأنهم قد يرعبهم رفع شعار الإسلام في الجهاد فيكيدون لنا، ولكن المعتصم بالله الواثق بعناية اله ورعايته لأوليائه لا يخيفه شيء ما دام صادقاً مع ربه ظاهراً وباطناً غير أن الإحساس بالذنوب المحيطة بنا قد تفقد الإنسان وجه الصواب في التوجه إلى الله عز وجل وإلا فربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:

"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" (آل عمران: 173-175)، أي يخوفكم أولياءه.

ويقول عز وجل: "اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يظلل الله فما له من هاد ومن يهدي الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام" (الزمر: 36-37).

ويجب أن نعرف أن أعدائنا كثيرون وأنهم لا يفترون في الكيد والمكر ضدنا وأن هناك من الحكام يقلقهم أن نعيش في أمن واستقرار ورخاء فهم يسرون عندما يروننا في تعاسة وفي خوف وفي تناحر لكي نعيش دائماً على فتات إحسانهم ونمد أيدينا إلى شيء من عطائهم المقرون بالمن والأذى ويظهرون أنفسهم بمظهر المصلحين والمشفقين علينا وانهم يهمهم سعادتنا واستقرارنا ويظنون الناس أغبياء لا يعرفون ولا يفرقون بين الحق والباطل والصواب والخطا والمكر والنصح ولكن لا دوام في سنن الله عز وجل للظلم مهما طال أمده وكم رأينا وقرأنا في التاريخ من جبابرة ومستكبرين تحولوا إلى أذلاء مشردين مقهورين والله عز وجل يمهل ولا يهمل كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال: ثم قرأ: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" (هود: 102)، رواه البخاري ومسلم.

   

والخلاصة:

 

أنه مادمنا على حق في مطالبنا ومواقفنا وجهادنا غير معتدين ولا باغين ولا ظالمين فلا يهمنا من رضي عنا أو سخط علينا فلتكن غايتنا هي مرضاة الله عز وجل وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة محلية
وفاة شخص في عدن تعرف على السبب
مواضيع مرتبطة
الرئيس يمدد لهيئة مكافحة الفساد لحين انتهاء المرحلة الانتقالية
تسلم التقرير النهائي للجنة الاتصال :
الرئيس ...الحوار مفتوح للجميع دون شروط مسبقة
الصحفيون والعاملون بصحيفة"26سبتمبر" يضربون عن العمل
تقرير رسمي يكشف عمليات النهب التي في عام 94م"الاسماء"
تعيين عبد القادر هلال أميناً للعاصمة صنعاء
إعلام الإصلاح يتهم زوجة الوزير الحكيمي بالانتماء للطائفة المارونية والعمل مع الرئيس الأسد
مدير السجن المركزي بتعز ينجو من محاولة إغتيال وإصابة اثنين من مرافقيه
منزل السكرتير الإعلامي لصالح يتعرض لهجوم مسلح
لجنة دراسة سعر الديزل تقدم تقريرها غدا وتستلم 40 مليون ريال مقابل اجتماعات
السفير الأمريكي يبدي قلقه من جامعة الإيمان ويتهم الزنداني بداعم الإرهاب

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.063 ثانية