وقالت المصادر إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أدى زيارة قصيرة إلى مصر قادما من المغرب، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي ليقدم له التهاني بعد فوزه بالانتخابات، كما تدارس معه مبادرة تخصيص مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر، وهي فكرة سبق أن أعلنها الملك عبدالله فور الإعلان رسميا عن فوز السيسي في انتخابات الرئاسة.

دعا الملك عبدالله في الثالث من يونيو إلى مؤتمر للمانحين لتقديم مساعدات اقتصادية لمصر.

وذكرت المصادر كذلك أن موضوع العراق كان أحد الملفات الرئيسية على طاولة القمة في حركة تهدف إلى التأكيد على أن تأخذ مصر دورها كاملا في حل الملفات الإقليمية، مثلما كانت تفعل ذلك قبل موجة ثورات “الربيع العربي”.

جمال زهران: السعودية تلقي بثقلها السياسي والمالي لدعم مصر

وكانت السعودية والإمارات والكويت قد قدمت مساعدات لمصر بمليارات الدولارات بعد ثورة الثلاثين من يونيو وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وذلك لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها.

وساندت المملكة ودول الخليج مصر في مواجهة أعمال العنف التي تقوم بها جماعة الإخوان ومجموعات متشددة أخرى.

وتولّت الرياض تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية كما ضغطت صحبة عواصم خليجية أخرى على قطر لوقف دعمها المالي والإعلامي للجماعة التي اتخذت من قناة الجزيرة القطرية بوابة للتحريض على الفوضى في مصر.

وحثّت دول الخليج المؤتمرات الإقليمية على دعم مصر لتجاوز الأوضاع التي تعيشها في ظل موجة العنف.

وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي قد أكد الخميس في ختام فعاليات اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي أن هناك تجاوبا كبيرا مع دعوة الملك عبدالله إلى مؤتمر المانحين.

وعلّق جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس على الموقف السعودي بالقول إن دعوة الملك عبدالله لعقد مؤتمر للمانحين وتصريحات الفيصل بشأن تجاوب الدول العربية معها يبعث رسالة إلى العالم مفادها أن المملكة بما تملكه من ثقل سياسي ومالي وتأثير إقليمي تقف مع مصر، حتى تعود لممارسة دورها القيادي بكل قوة.

من جهته، قال فواز جرجس، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط، إن زيارة الملك عبدالله تشير إلى أن الرياض وضعت مصر في قلب سياسة إقليمية هدفها مواجهة نفوذ إيران القوة الشيعية المنافسة للسعودية.

وأضاف “السعودية تحاول بالأساس بناء جدار من الدول السنيّة العربية لردع النفوذ الإيراني في قلب المنطقة العربية.”