الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الأحد 12 مايو 2024آخر تحديث : 09:18 صباحاً
رجل الكهف في سقطرى .... هذا مايقوم به الافارقة في شبوة .... الجراد يغزو اليمن قريبا .... تهديد صحفي في عدن بالتصفية اذا لم يتوقف عن الكتابة .... انتشار تعاطي المخدرات بين النساء في عدن .... مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة .... وفاة شخص في عدن تعرف على السبب .... الهرري بعد عدن يظهر في المخا ....
خيارات
طباعة طباعة
أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق
RSS Feed عالم الرياضة
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
  كأس العالم لكرة القدم دليل على إمكان التعايش
الخميس 03 يوليو-تموز 2014 الساعة 08 مساءً / ردفان برس
 
 
تظاهرة كأس العالم لكرة القدم التي تتواصل فعالياتها في البرازيل، تتجاوز أبعادها المستويات الرياضية والاقتصادية والسياحية، لتقدّم برهانا على إمكان تجاوز الانتماءات الدينية والطائفية والمذهبية والعنصرية. فرق عالمية معروفة تتوفر على تشكيلات من اللاعبين لا تركّز على الدين أو اللون أو العرق، بل فقط على الانتماء إلى الأوطان، فكانت رسالة كثيفة الدلالات إلى المتشددين بمختلف مللهم ونحلهم.
مجرد الاطلاع على تشكيلات المنتخبات المشاركة في كأس العالم المنتظمة في البرازيل، يكفي لتبين أن أغلبها “متعدد”. حيث تجد المسيحي الكاثوليكي إلى جانب المسلم العربي مع الأورذوكسي من أصول جرمانية، كلهم يذودون عن انتماء وطني موحّد تنحسر معه تلك الانتماءات “الشخصية”. ظاهرة لم تكن سابقا ممكنة في منتخبات دول عُرفت بفخرها بأصولها؛ لم يكن ممكنا في السابق أن نرى لاعبا أسود يرتدي زي المنتخب الألماني أو الأنكليزي على سبيل المثال. لكن ازدياد منسوب الهجرة، وبروز الأجيال الثالثة وحتى الرابعة لمهاجرين رأوا جدارتهم بالانتماء إلى أوطان ترسخ فيها انتماؤهم، أدّت إلى “تلوّن” منتخبات تلك الأقطار، وأيضا إلى تقبّل فئات واسعة من الجمهور الرياضي الأوروبي (وغيره) للظاهرة.
في كأس العالم لعام 1998 التي نظمت في فرنسا، وعندما كان المنتخب الفرنسي يتقدم نحو التتويج، كانت بعض الأصوات اليمينية تندّد باكتساح البشرة السوداء للمنتخب الفرنسي، ونشير هنا إلى أن جان ماري لوبان (زعيم الجبهة الوطنية اليمينية) صرّح بعد فوز فرنسا بكأس العالم بأن “الفرنسي الوحيد الذي تعرّفت عليه هو رئيس الجمهورية” (إشارة إلى الرئيس جاك شيراك الذي استقبل آنذاك المنتخب الفرنسي في الإيليزيه). كان المنتخب الفرنسي في تلك الأثناء “يعجّ” بأسماء من أصول غير فرنسية على شاكلة؛ دجوركاييف (الأرميني) وزيدان (المسلم من أصل جزائري) وديساييه (الغاني) وتريزيغيه (الأرجنتيني) وغيرهم.
المنتصر في نهاية المطاف لن يسأل عن دين صاحب الهدف أو طائفة قائد الفريق، بل إن التاريخ سيحفظ فقط أسماء المنتصرين
انتصرت الجماهير الفرنسية في تلك الكأس لانتمائها الوطني وهللت لإنجازات زيدان التي ساهمت بفعالية في إبقاء الكأس في “ستاد دي فرانس″ للمرة الأولى في التاريخ الفرنسي. هنا تراجعت التصورات اليمينية والعنصرية للوبان وزمرته ممن كانوا يرفعون عقيرتهم بانتظام للقول بأن المجتمع الفرنسي مهدد في نقائه وأصوله، حيث أهدت تلك العناصر “الدخيلة” (بالمنطوق اليميني) لفرنسا إحدى مفاخرها التاريخية. بل كان ذلك المنتخب دليلا على قدرة المجتمع الفرنسي على استيعاب التنوّع والتعدّد، وعلى الارتفاع على انتماءات تحيل على ما قبل الحداثة.
تواصلت تلك الظاهرة بل ازدادت توسعا، أولا لأن المجتمعات الأوروبية أصبحت أكثر تعدّدا وتنوّعا تبعا لما سبق أن أشرنا إليه من توسع في الهجرة ونتائجها، وبالتالي أصبحت مواطنة الأفارقة أو المسلمين مسألة عادية ومعتادة، وثانيا لأن تلك العناصر السوداء (مثلا) برهنت على قدرتها على تقديم عطاء رياضي غزير (في كرة القدم وغيرها) وأثبتت أنها بدورها تقدم مواطنتها على انتماءاتها الدينية أو المذهبية أو العرقية. في هذه الدورة وصل “التعدّد” إلى منتخبات لم تكن لها سوابق في ضمّ لاعبين من أصول أفريقية أو عربية أو غيرها.
المنتخب الألماني سليل العقلية المفاخرة بأصولها الآرية الجرمانية، كان إلى عقود غير بعيدة لا يضمّ غير الألمان، لكنه دُجّج في السنوات الأخيرة بسامي خذيرة (من أصول تونسية) ومسعود أوزيل (ابن مهاجر تركي) وشكودران مصطفى (القادم من أصول ألبانية). المنتخب الأنكليزي، بدوره، استعان بخدمات رحيم ستيرلينغ صاحب الأصول الأفريقية.
الثابت أن منتخب كرة قدم (كما غيره من التعبيرات الرياضية والثقافية والفنية) يعكس بالضرورة حالة مجتمعية وتصورا ثقافيا ورؤية قيمية لبلد ما، وكل هذه العناصر تتضافر لتؤدي في النهاية إلى أن المجتمع السّوي هو الذي يقرّ ويعترف بأنه يتشكل من انتماءات فرعية متعددة تجتمع كلها تحت مظلة جامعة هي المواطنة والمساواة أمام الحقوق والواجبات. أما الانتماءات الدينية والطائفية والعرقية، فتحافظ على مجالها الشخصي الذاتي، ولا تتناقض مع أولوية وأسبقية المواطنة.
هل كان يهم المتفرج المتحمس المنتصر لوطنه، إن كان هذا اللاعب شيعيا أو سنيا، أو كاثوليكيا أو أرثوذوكسيا أو بروتسانتيا أو أنجليكانيا أو غير ذلك؟ هل كان الجمهور الرياضي يأبه للون بشرة اللاعب أو أصوله أو أصول أجداده؟
متابعة فعاليات كأس العالم، في نسختها البرازيلية، قدمت قرينة جديدة أخرى، على إمكان التعايش داخل وطن واحد بصرف النظر عن الاختلافات الفرعية الدينية والطائفية والعرقية. وأثبتت أن المواطنة انتماء سياسي حديث يعلو ويتجاوز الانتماءات الأخرى التي تجاوزها العقل البشري، لكنه لم يلغها بل أسبغ عليها صفة الخصوصيات الواجب احترامها وصونها، لكنها مع ذلك تظل انتماءات وعقائد وأشكال إيمان شخصية وذاتية، ولا يجب أن تتجاوز ذلك. والثابت أنه كلما تمكنت البشرية من تعزيز صلتها بالوطن والدولة كلما بنت مجتمعا سويا تعلو فيه قيم الحرية والتسامح.
كلما تمكنت البشرية من تعزيز صلتها بالوطن والدولة كلما بنت مجتمعا سويا تعلو فيه قيم الحرية والتسامح
كأس العالم لكرة القدم، وجهت صفعة للمغالين أيا كانت منطلقاتهم الفكرية. فرغم تمدّد الطروحات اليمينية المسيحية الأوروبية القائمة على دعاوى رفض الآخر الأجنبي أو المهاجر، إلا أن انتصار فريق وطني بمنتخب ملوّن ومتعدد أو فوزه بكأس العالم، يقدم برهانا لا يقبل الدحض بأن المجتمع قادر على استيعاب تعدّده وهضمه وتقديمه في صياغة راقية تنتصر للانتماء المُواطني وتحترم الاختلافات في الآن نفسه. ورغم توسّع الفكر الديني المتشدّد في الفضاء العربي الإسلامي، وبلوغه منسوبا عاليا من الغلوّ والتكفير وإقصاء الآخر المختلف حتى وإن كان منتميا إلى الفضاء نفسه، إلا أن رؤية منتخب يتقدم في نتائجه، ولا يهتم بدين لاعبيه أو طوائفهم كفيل بتقويض تلك الدعاوى، وإثبات أن الوحدة في الاختلاف.
حفلت الملاعب البرازيلية المحتضنة لمباريات كأس العالم بألوان العالم وجنسياته وأعلامه، لكن المنتصر في نهاية المطاف لن يسأل عن دين صاحب الهدف أو طائفة قائد الفريق، بل إن التاريخ سيحفظ فقط أسماء المنتصرين، والانتصار لن يكون للطائفيين المذهبيين العنصريين، بل سيحققه وطن يفرض القانون على الجميع، ولاعب ينظر إلى السماء كما يشاء.


 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
تاهل المانيا الى نصف نهائي كاس العالم فازت على فرنسا 1-0
البرازيل تتأهل للمربع الذهبي بكأس العالم فازت على كولومبيا بهدفين مقابل هدف
ميسي يتمنى الشفاء العاجل لزميله نيمار
هولندا تهزم عناد كوستاريكا بركلات الحظ وتتأهل الى المربع الذهبي
الأرجنتين تعبر إلى المربع الذهبي لمونديال 2014 على ظهر الحصان "الأحمر" البلجيكي
بلجيكا تتفوق على المنتخب الأمريكي وتتأهل إلى ربع نهائي مونديال البرازيل
الأرجنتين تتاهل للدور ربع النهائي بكاس العالم على حساب سويسرا بصعوبة
ألمانيا تعاني الأمرين قبل أن تنجو من محاربي الصحراء وتتأهل إلى ربع نهائي المونديال
كوستاريكا تقضي على اليونان بركلات الترجيح والأخيرة تستغيث بالوقت القاتل
مشجع إنجليزي يقضم أذن آخر في المونديال

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.046 ثانية