في مصر، يصادف اليوم الذكرى الأولى لعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي عقب المظاهرات الشعبية التي خرجت مناوئة لنظامه آنذاك في 30 يونيو. ولم يفوت المصريون الفرصة، إذ أصبح هاشتاغ "#لماذا_خلعنا_مرسي" الذي ظهر الاثنين على موقع تويتر في مقدمة الهاشتاغات التي تداولها المستخدمون.
وطغت على الهاشتاغ حالة من الجدل والتهكم ما بين أوضاع البلاد في الفترة التي سبقت ذلك التاريخ أو أعقبته. وقال مغردون إن الهاشتاغ يسرد حقائق تذكر بمبررات الشعب المصري للحفاظ على مكتسباته وهوية #مصر وعروبتها وتاريخها العظيم".
ويقول مغردون "لم يشهد التاريخ في مصر سخرية من رئيس أكثر من مرسي". وبعيدا عن مشروع النهضة "الفنكوشي" والأزمات الاقتصادية التي لحقت بمصر، فإن كم السخرية من مرسي كشخص بعيدا عن سياساته حطمت الرقم القياسي فالحاكم في الذهنية المصرية كان دائما مصدرا للهيبة والعظمة، وفي النهاية يأتينا حاكم من ثقافة "لعق الأصابع بعد الأكل".
ويطلق مغــردون على مرسي (الاستبن) فقد كان بديــلا لخيرت الشاطر جــالسا على دكــة الاحتيــاطي، يعــرف هــو نفســه أنــه لــو تقدم للانتخابات بمفــرده دون دعــم جماعة الإخوان المسلمين له لم يكن لينــال حتى أصوات "عشيرتــه"، وقــد أثبتت الأيــام أنــه مجــرد منـدوب للجمـاعــة في قصـر الرئاسـة.
ويذكر مغردون أن أنصاره أصبحوا يفخرون بكونه ملـتحيا رغم أن حلاقة اللحية من الأولويات التـي يحرص عليها المصري عند مقابلة المسؤولـين، أو عنـد العمـل في بعـض المجالات كالبنوك أو القطـاع السياحي!
ومرسي وفق مغردين، غير ملتزم بأي من قواعد البروتوكول المتعارف عند مقابلاته للضيوف فقد مسك في مرة بالجرم المشهود في وضع محرج، وأخرى يهندم ملابسه أمام الكاميرات، وثالثة يتكلم إنكليزية ركيكة، ورابعة يلقي خطابا في جامعة باكستان بمناسبة حصوله على الدكتوراه الفخرية مليئا بالأخطاء التاريخية، علاوة على قبوله زيارة قطر واستقباله من قبل ولي العهد فقط، وزيارة روسيا المهينة.
وهذا حدا ببعضهم حينها إلى رفع دعوى لمنع المشكو في حقه محمد مرسي العياط على وجه السرعة وفورا من السفر للخارج أو تمثيل مصر.
وكتب مغرد "خلعنا مرسي لأنه كان يبدأ الخطاب، تذهب لتشاهد فيلمين ومسرحية وتعود تجده لسة بيرغي (مازال يتكلم)! وأضاف "حول خطابات رئيس مصر لفقرات استاند أب كوميدي". وكتب آخر "خلعناه حتى نطلع من منحدر الصعود ونقطع الصوابع التي كانت تلعب في مصر"، في إشارة إلى ما يقوله مرسي في خطاباته.
لم يشهد التاريخ في مصر سخرية من رئيس أكثر من مرسي إما بسبب مشروع النهضة أو لشخصه
من جانب آخر أجاب مغرد عن سؤال "#لماذا_خلعنا_مرسي؟ لأنه فاحش الألفاظ، فاجر التصرفات، حقير الهدف، قسم شعب مصر إلى مسلم إخونجي ومسلم سني.. احتفل بالأول وقتل الثاني". وقال مغرد "مرسي كان يصلي في الجامع وحوله كتيبة من الحرس وأنصار يلفون وراءه في كل الجوامع ورغم ذلك كان يخرج بعد الصلاة يجري حافيا، لانه كان يعلم كراهية الشعب له". وكتبت ساخرة "لا أعرف لماذا خلعناه بصراحة مع أنه كان يشعرني بالضحك". وكتب مغرد "مصر الحضارة لا تختزل في جماعة". وفي ذات السياق كتب آخر "مصر لا ينفع أن تحكمها عصابة من الخونة المتسترين بالدين".
وكتب مغرد "خلعناه لأنه هو وجماعته خانوا الثورة وعذبوا وسجنوا الثوار وسحلوا وتحرشوا بالبنات.. ولأنه حكم وفق اتفاقية مع العسكر وليس باختيارنا".
وعلقت مغردة "تذكروا دستور برهامي وتذكروا الغرياني وتذكروا مقولة (من يرش مرسي بالماء سنرشه بالدم)… مصر مش ممكن تكون مرتعا للإرهاب، خلعناه حتى لا تغرق مصر في دماء حرب أهلية وأتون فتنة طائفية". لكن آخر كتب "بالذمة هذا سؤال، السؤال المفروض لماذا قبلنا أن يحكمنا خروف من مكتب الإرشاد من الأساس؟". وكتب مغرد "#لماذا_خلعنا_مرسي شعب عنيد أراد فقرر ونفذ". ولاحق الشعب محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بسخرية تكاد تعادل كم سخريته من مبارك على مدى 30 عاما.
وقد كان أحد أسباب تنحي مبارك هو سقوط هيبته بعد انتشار النكات واللافتــات خلال 18 يوما من الاحتجاجات الحاشدة التي انطلقت يوم 25 يناير 2011 وكانــت "مهينة مذلة.. بالفعل سقط بـ"التنكيت وبالسخرية".
ويقول منتصر جابر "ربما لأول مرة في التاريخ يسقط شعب حاكمه بالضحك عليه" ففي 30 شهرا أنهى حكم مبــارك -الذي لازمتـــه سخـــريــة المصريين ونكاتهم "منذ يومه الأول وحتى يومه الأخير"- كما أسقط مرسي الذي تقاسم السخرية مع الجماعة التي كان ينتمي إليها. والسخرية وفق ما وثقه كتاب "اضحك على الرئيس" للمؤلف المصري منتصر جابر سلاح مصري قديم يرجع إلى نحو 46 قرنا. ويؤكد أن "أقدم نكتة عرفها الإنسان في التاريخ فرعونية الأصل".