رفع الحوثيون من سقف مطالبهم في رؤيتهم لحل الأزمة حيث تضمنت الرؤية الحوثية التي أوصلها عضو المكتب السياسي للحركة علي البخيتي للرئيس هادي بعد مغادرة اللجنة الرئاسية لمحافظة صعدة، مطالب واشتراطات إضافية اعتبرها بعض المراقبين ابتزازا سياسيا واضحا ومحاولة لجر العاصمة صنعاء إلى حالة حرب لا أحد يعرف إلى أين ستصل تداعياتها.
وكان زعيم الحركة الحوثية قد بعث برسالة للرئيس هادي قال إنها تتضمن الحل للخروج من حالة التوتر التي تعيشها صنعاء وتضمنت الرسالة سبع نقاط على رأسها إعادة النظر في “الجرعة” السعرية وتشكيل حكومة كفاءات وهي ذات المطالب التي طرحها الحوثيون مع بداية نصبهم لمخيمات مسلحة في محيط العاصمة صنعاء وداخلها.
غير أنهم تراجعوا في رسالتهم عن البند الخاص بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووضع خطة مزمنة لتنفيذ وثيقة الحوار التي تنص على ضرورة تخلي الحوثيين عن أسلحتهم الثقيلة وتسليمها للدولة.
واستبدل الحوثيون هذا البند بطلب مشاركتهم في إدارة الدولة ما اعتبره البعض اعترافا صريحا برغبتهم في تقاسم المناصب الحكومية وفقا لمبدأ المحاصصة الحزبية رغم خطابهم الإعلامي الذي يتحدث عن عدم نيتهم المشاركة في أي حكومة قادمة وأنهم فقط يسعون إلى تبني هموم المواطن اليمني.
ويرى مراقبون أن مماطلة الحوثيين ومحاولتهم كسب الوقت في سبيل توسيع انتشارهم في محيط صنعاء وداخلها قد أتى بنتائج عكسية حيث استفاقت الدولة اليمنية من صدمتها وبدأت في التعامل مع كافة الاحتمالات والسيناريوهات بما في ذلك الحرب الشاملة.
وبدأت وحدات يمنية من الجيش والأمن في الانتشار بأسلحة متنوعة بعضها يخرج للشارع للمرة الأولى كما قامت وزارة الداخلية بإغلاق كافة المنافذ الفرعية المؤدية إلى العاصمة صنعاء بما فيها الطرق الترابية التي يعتقد أن الحوثيين يستخدمونها لإدخال الأسلحة إلى صنعاء.
وتظاهر آلاف اليمنيين من أبناء محافظة صنعاء أمس جنوبي العاصمة، تأييدا لدعوات “الاصطفاف الوطني”، ورفضا “للعنف والإرهاب”، مرددين هتافات منددة بأعمال العنف، ومطالبة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأشار المتظاهرون إلى ضرورة الالتحام، والعمل بروح الفريق الواحد من أجل إنقاذ اليمن من الوضع المتأزم.
من جانبه، قال محافظ صنعاء عبدالغني جميل، إن “هذه الحشود خرجت لتقول بأعلى صوت: لا للعنف والإرهاب، نعم للاصطفاف والالتحام الوطني من أجل اليمن”.
وأوضح في كلمة له أمام المتظاهرين، أن قيادة محافظة صنعاء، “تؤكد وقوفها مع القيادة السياسية للبلاد الرافضة للعنف وزعزعة الاستقرار والأمن، والداعية إلى الاصطفاف الوطني”.
وكانت قيادة محافظة صنعاء، قد دعت الإثنين، جميع أبناء المحافظة إلى التظاهر للتعبير عن رفض العنف وزعزعة الاستقرار والتأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني.
وعلى صعيد آخر حقق الجيش اليمني مدعوما باللجان الشعبية في محافظة الجوف العديد من الانتصارات على الحوثيين حيث تمكنت قوات الجيش من استعادة عدد من المناطق التي كانت تعد معاقل هامة للحوثيين في محافظة الجوف الاستراتيجية. ويعتبر بعض المراقبين أن انتصارات الجيش والقبائل اليمنية في الجوف تعرقل خطط الحوثيين لإعلان ساعة الصفر وتفجير الوضع العسكري في العاصمة صنعاء.