اكدت الامارات العربية المتحدة، الاربعاء، دعمها للجهود الدولية للتصدي لـ"المجموعات الارهابية"، في وقت تدعو دول عدة في مقدمتها الولايات المتحدة الى قيام تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
واعلنت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان "تضامنها مع الجهود الإقليمية والدولية ضد التهديدات الإرهابية التي تواجه المنطقة والعالم وإلتزامها بمحاربة الأفكار التي تقوم عليها هذه الجماعات الإرهابية، حيث أن الإسلام بريء منها واستعدادها لإتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة إلتزاما بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170".
ويدف هذا القرار الى الحؤول دون تجنيد وتمويل المنظمات المتطرفة في سوريا والعراق وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية.
وشددت الخارجية على وقوف الامارات "ضد التهديدات الإرهابية التي تواجه منطقتنا والعالم، وخاصة انتشار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان من قبل المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا ودول عربية واسلامية أخرى تشمل اليمن والصومال وليبيا وأفغانستان وتعاني من انتشار الأفكار والحركات التكفيرية والمتطرفة وبالأخص تنظيم (داعش) و(النصرة) و(القاعدة)".
وقالت وكالة الانباء الاماراتية ان أبوظبي تجدد "ادانتها لتلك الجرائم الفظيعة وللقتل العشوائي المنظم وجرائم الإعدام الجماعي والاختطاف والتشريد بحق الأبرياء من النساء والأطفال .. وتستنكر الدولة هذه الأعمال التي تزعزع الاستقرار الإقليمي والدولي وتهدد بشكل خطر الارث الانساني والحضاري والتاريخ المضيء من التعايش القائم على التسامح والتعددية الثقافية والدينية للنسيج الاجتماعي."
وأضافت "في عشية انعقاد قمة الناتو في ويلز ..تؤكد دولة الإمارات أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلين في المجتمع الدولي ضمن الأطر والمنابر الدولية القائمة حيث أن جريمة الإرهاب لا تعرف الحدود وتحاول استقطاب المغرر بهم من كافة بقاع الأرض وعليه يتوجب على المجتمع الدولي إيجاد آلية استجابة دولية ذات استراتيجية موحدة تعالج المسألة على كافة الأصعدة."
وسيتشاور الرئيس الاميركي باراك اوباما مع حلفائه في حلف الاطلسي، الذي يعقد الخميس قمة في بريطانيا، في شان تشكيل تحالف دولي وتبني استراتيجية في مواجهة متطرفي الدولة الاسلامية، وفق ما اعلن البيت الابيض.
وقل أوباما في اسيتونيا، الاربعاء، في مؤتمر صحفي "خلاصة القول هي أن هدفنا واضح وهو إضعاف وتدمير (الدولة الاسلامية) بحيث لا تعود خطرا لا على العراق وحسب بل وعلى المنطقة والولايات المتحدة".
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من توزيع الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا، الثلاثاء، يظهر عملية ذبح الصحفي الأميركي وهو ثاني رهينة أميركي يقتل في غضون أسابيع ردا على الغارات الجوية بالعراق.
وظهر سوتلوف، بلباس برتقالي في شريط الفيديو الذي نشرته "الدولة الاسلامية" حول قطع رأس فولي في 19 اب/اغسطس. واكد المقاتل لدى التنظيم الذي ظهر في الشريط ان سوتلوف هو الرهينة المقبل الذي سيقتل في حال لم تكف الولايات المتحدة عن شن غارات على مواقع "الدولة الاسلامية" في العراق، وهو ما تحقق بالفعل.
ويبدو ان دولة الامارات اختارت الاعلان عن موقفها الداعم للتحركات الاقليمية والدولية للقضاء على المتشددين في سوريا والعراق بالتزامن مع تشكيل التحالف الاقليمي الذي من المتوقع ان يواجه تلك التنظيمات، وان تكون الامارات في مقدمته.
وقال بيان الخارجية "تؤكد الإمارات العربية المتحدة بأن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم ركائز سياستها الداخلية والخارجية ويعكس الأهمية القصوى لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح ونبذ العنف الأمر الذي كرس موقع دولة الامارات كواحة للتعايش السلمي والمتحضر في المنطقة مما شجعها على استضافة مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف (هداية) في أبوظبي."
واوضح البيان ان الهدف من احتضان هذا المركز هو "بناء القدرات وتبادل أفضل الممارسات لمواجهة التطرف العنيف بكافة أشكاله، كما استضافت دولة الإمارات في شهر يوليو (تموز) منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والذي نتج عنه تأسيس هيئة دولية مستقلة تتكون من علماء من كافة البلدان المسلمة تحت مسمى (مجلس حكماء المسلمين) ومقرها أبوظبي".
ومجلس حكماء المسلمين" هو هيئة غير حكومية تم اقتراح تأسيسيه في مارس/اذار تزامنا مع ختام أعمال منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الذي اقيم في ابوظبي.
ويضم المجلس الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وكذلك الشيخ عبدالله بن بيه، بالاضافة الى أكثر من 250 عالما ومفكرا إسلاميا من مختلف دول العالم.
واختتمت الخارجية الاماراتية بيانها بالدعوة الى "المزيد من التعاون للتصدي لهذه الجماعات الارهابية والمتطرفة من خلال استراتيجية واضحة المعالم تصنف هذه الجماعات بناء على فكرها ومنهجها وأعمالها القائمة على العنف المسلح، وان لا تقتصر هذه الجهود على العراق وسوريا فحسب بل لتشمل مواقع هذه الحركات أينما كانت من افغانستان والصومال الى ليبيا واليمن وترى أن وضوح الاستراتيجية ضرورة للتصدي للجماعات الارهابية والتكفيرية ووضع حد لانتهاكاتها وعنفها واجرامها."