قالت مصادر مقربة من وزارة الأوقاف الأردنية إن الوزارة بدأت خطة للتصدي للفكر المتشدد الذي يتخذ من المساجد منطلقا لاستقطاب الشباب لفائدة الجماعات الجهادية في سوريا والعراق.
يأتي هذا متزامنا مع خطة أخرى شرعت في تنفيذها كتابة الدولة للإعلام في مراقبة المواد التي تنشر في وسائل الإعلام وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحرض على التشدد.
وأشارت المصادر إلى أن الوزارة تراقب عن كثب محتوى الخطب والدروس التي تقدم في المساجد، وأنها تبحث في سلوك الأئمة وعلاقاتهم، خاصة أن البعض منهم محسوب على التيار السلفي الجهادي الذي لا يتورع عن الاعتراف بمشاركته في المعارك بسوريا إلى جانب الجهاديين.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية هايل داوود إن وزارته فصلت أكثر من 15 إماماً من العاملين فيها بسبب مخالفتهم المنهج المرسوم للدعوة خلال الدروس الدينية والخطب التي يلقونها.
وأضاف داوود في حديث صحفي إن عدد الخطباء الملتزمين بالنهج الذي وضعته الوزارة من العاملين فيها هو ما يقارب 6000 إمام، مبينا أن قانون الوعظ والإرشاد يمنع أي شخص من إعطاء الدروس الدينية أو إلقاء الخطب إلا برخصة تمنحها وزارة الأوقاف له.
وحول المخالفين لهذا القانون، قال الوزير الأردني إنهم يحوّلون إلى الحاكم الإداري العام بعد تنبيههم، لافتا إلى أن الأصل في الأئمة والخطباء، دعوتهم “إلى الإسلام الذي نعرفه والذي يبني المجتمعات ويقرّب الناس ولا يفرقهم”.
من جهة أخرى، كشفت المصادر أن جهات حكومية تنكبّ على إعداد خطة تفصيلية لمواجهة المجموعات المتشددة، وأن الخطة ستكون شاملة لمختلف المجالات وخاصة الجانب الإعلامي حيث تنشط خلايا متشددة على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب الأردني.
وكشف مصدر حكومي عن تشكيل لجنة حكومية لإعداد استراتيجية خاصة لمكافحة التطرف والإرهاب والغلو والفكر التكفيري بناء على تقارير أمنية أكدت تنامي المجموعات التكفيرية في المملكة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أمس في تصريح صحفي إن الحكومة بكافة مؤسساتها ووزاراتها مستمرة بمراجعة خططها وسياساتها للتصدي للفكر التكفيري بهدف تحصين المجتمع من الفكر الظلامي وترسيخ قيم التسامح في الأردن.
ولفت مراقبون محليون إلى أن الأردن ينفّذ سياسات سبق أن تبنتها دول مثل السعودية ومصر لمواجهة خطر التيارات المتشددة داخلها، متوقعين مواجهة قوية بين عمّان ورموز التيار السلفي الجهادي بسبب خطة تجفيف المنابع.
يشار إلى أن التيار الجهادي في الأردن يحاول نفي صلاته بـ”داعش”، لكنّ مراقبين يؤكدون أن جانبا كبيرا من رموزه ومنتسبيه يميل نحو التيار المتشدد وأنه ربما ينتظر اللحظة المناسبة لمبايعة “خليفته” أبو بكر البغدادي.
واعتقلت السلطات الأردنية أكثر من 71 من أعضاء التيار في مختلف المناطق في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها بعد تنامي نفوذ “داعش” واقترابه من الحدود الأردنية-العراقية.