عبرت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن شعورها بخيبة الأمل والإحباط إزاء تقاعس تركيا في الإسهام في صد تقدم عناصر الدولة الإسلامية في بلدة عين العرب السورية.
وعقد اجتماع أمس لمجلس الأمن القومي الأميركي مع وزير الخارجية جون كيري، لمناقشة عزوف تركيا حتى الآن عن المساعدة في المعركة ضد “داعش”.
وتشعر واشنطن بالغضب من تركيا بصفتها حليفا وعضوا في “الناتو” بسبب رفضها حتى تقديم المساعدة اللوجستية الأساسية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وفشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري حتى الآن رغم الاتصالات المتعددة مع الحكومة التركية في إقناعها بالتدخل في الحرب ضد “داعش”.
وتم إرسال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، الجنرال السابق جون ألين، إلى تركيا لإجراء محادثات بهدف حث الحكومة التركية على التدخل في الحرب.
وبينما أعطى البرلمان التركي الضوء الأخضر للحكومة للانخراط في العمل العسكري، رفض الرئيس رجب طيب أردوغان التدخل تحت مسوغ أن مقاتلة داعش تأتي لمصلحة بشار الأسد واستمراره في السلطة.
وعبر مسؤول أميركي عن قلق واشنطن المتزايد من التلكؤ التركي في منع مذبحة في مدينة تبعد أقل من ميل عن حدودها.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤول الأميركي الذي لم تذكر اسمه قوله “هذه ليست الطريقة التي يجب أن يتصرف وفقها عضو في الناتو بينما أبواب الجحيم تنفتح على مرمى حجر من الحدود التركية”.
ويأتي الغضب الأميركي على سلبية تركيا في مواجهة التنظيم المتشدد في سياق موجة غضب إقليمية ودولية على موقف الرئيس التركي من الحرب على داعش.
وفي السياق ذاته، وجهت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت انتقادات حادة لسياسة تركيا في التعامل مع التنظيم.
وقالت روت المنتمية إلى حزب الخضر في تصريحات للقناة الأولى في التليفزيون الألماني “إيه آر دي”: “لا أتفهم إطلاقا سياسة تركيا”.
وذكرت روت أن مقاتلي داعش يتم علاجهم في مستشفيات تركية وتوريد أسلحة لهم عبر تركيا، لافتة إلى أنه: “يتعين على حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يتحدث بحسم ويقول: لا يصح أن تنتهج تركيا الشريكة في الناتو تلك السياسة القذرة”.
وأضافت روت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد على ما يبدو إضعاف استقلالية الأكراد في المنطقة المحيطة بمدينة عين العرب (كوباني) الكردية المحاصرة.
العرب اليوم اللندنية"