ذكرت صحيفة العرب اللندنية أن القيادة التركية لم تسمح لطائرات التحالف بالطيران ضمن مجالها الجوي وضرب داعش من شمال كوباني، وهو ما يعد تطورا نوعيا في الموقف التركي الذي مر من حالة التردد في المشاركة مع التحالف في المعارك إلى رفض الحرب ما اعتبره مراقبون اصطفافـا مع التنظيم المتشدد.
وقالت مصادر إن تردد أنقرة في السماح لطائرات التحالف باستعمال أراضيها، دفعه إلى قصف داعش حول كوباني التي هي على بعد أمتار من حدود تركيا.
وكان رفض تركيا دعم الجهود الدولية لمواجهة داعش قد مثل مصدر انزعاج لمسؤولين أميركيين وأوروبيين، وزاد في تدعيم الشكوك التي تتهم الأتراك بإسناد ودعم المجموعات المتشددة في السنوات الأخيرة مما مكنها من أن تصبح قوة عسكرية مؤثرة على الأرض وشجعها على مهاجمة العراق والسيطرة على مساحات واسعة من سوريا.
ورفضت القيادة التركية في البداية إبراز موقفها من الحرب على داعش بزعم الحفاظ على أرواح رهائنها لدى التنظيم المتشدد، لكن وبعد أن تم إطلاق سراح الرهائن بدأت تركيا تمانع في المشاركة في الحرب دون مبررات إلى أن مرت إلى رفض الاشتراك في الحرب علانية.
وجاء ذلك على لسان أكثر من شخصية تركية بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاوش أوغلو الذي اعتبر أمس الخميس أنه "من غير الواقعي" التفكير بأن تشن تركيا لوحدها تدخلا عسكريا بريا ضد التنظيم.
وقال الوزير التركي للصحافيين في ختام لقاء مع الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في أنقرة "من غير الواقعي التفكير بأن تشن تركيا لوحدها عملية برية".
ومنذ مساء الاثنين تشهد تركيا تظاهرات عنيفة لأكراد يطالبون الحكومة بالتدخل عسكريا لمنع سقوط كوباني.
وأعطى البرلمان التركي قبل أسبوع موافقته الرسمية على عملية عسكرية تركية ضد الجهاديين في العراق وسوريا. لكن الحكومة رفضت المشاركة حتى الآن.
وفي محاولة للتغطية على رفض الاشتراك في الحرب، دفعت أنقرة بجملة من الشروط بينها خوض حرب تطيح ببشار الأسد، وإقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا ما اعتبره مراقبون مجرد حيل لتبرير مقاطعة الحرب.
وقد عبرت الولايات المتحدة عن استيائها من تردد تركيا في مكافحة التنظيم.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي "نعتقد بوضوح أن بإمكانهم القيام بالمزيد".
ويواصل التنظيم المتشدد تقدمه البطيء داخل عين العرب (كوباني) السورية وبات يسيطر على أكثر من ثلث المدينة رغم الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.