لندن – يبدو أن فترة الهدوء التي تسود الإعلام البريطاني تجاه قطر قد توقفت. فبعد نشر صحيفة الصنداي تايمز لقصة الرشاوى التي قدمت من قبل قطر لمسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاء الدور على صحيفة التلغراف التي نشرت سلسلة من الموضوعات عن تمويل قطر للإرهاب وتنظيمات الإسلام الســياسي التي تقتل الأبــرياء في العراق وســوريا.
ورغم قيام الحكومة القطرية بحملة علاقات عامة لإبعاد الشبهات التي تروج حول دورها المساند للتنظيمات الإرهابية والتي قدرت بملايين الدولارات، إلا أن صحفا أميركية وبريطانية، ومنها التلغراف، قامت بنشر موضوعات تتعلق بتأكيد هذا الدعم وحوت أسماء وأرقاما توضّح منها الاستناد إلى مصادر دقيقة.
وكشفت التلغراف يوم أمس عن وجود غضب في صفوف النواب البريطانيين من علاقات وزراء بريطانيين بقطر رغم علمهم بدعمها للإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية لم تتحرك رغم أن قائمة سوداء أميركية لأسماء الممولين للإرهاب ضمت سبعة ممن لهم علاقة بقطر في الوقت الذي لم تضم القائمة البريطانية إلا اسما لشخص واحد.
وفي الوقت الذي استثمرت فيه قطر مليارات الجنيهات في بريطانيا، لم تنجح استثماراتها في تبديد قلق البرلمانيين البريطانيين، فقد طالبت مجموعة منهم الحكومة بالوقوف ضد الحكومة القطرية لعلاقتها بتمويل الإرهاب.
ستيفن باركلي: كيف نتعامل مع قطر وغيرها من داعمي الإرهاب
وأشار النائب عن المحافظين مايك فرير عن منطقة فنشلي إلى أن القائمة البريطانية لممولي الإرهاب مقارنة بالقائمة الأميركية تثير التساؤلات حول جدية الحكومة البريطانية في مكافحة هذا النوع من دعم الإرهاب.
من جانبه، استغرب ستيفن باركلي، النائب في حزب المحافظين، كيف أن توفر أدلة للقائمة الأميركية لم يؤخذ بعين الاعتبار في القائمة البريطانية متسائلا: لماذا تتعامل الحكومة مع قطر وغيرها ممن يدعمون الإرهاب.
في المقابل، دعا النائب البريطاني زاك جولدسميث بريطانيا إلى مراجعة علاقاتها مع قطر، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تتعامل بريطانيا مع قطر في مجالات عديدة منها التسليح فإن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون تقول إن سجل قطر في دعم الإرهاب سيئ.
وتعرضت التلغراف إلى شخصيات قطرية تدعم الإرهاب كعبدالرحمن بن عمير الذي يدير شبكة في سويسرا وبريطانيا وهو من المنتمين إلى حركات إسلامية متطرفة، وكذلك خليفة السبيعي الذي اتهمته واشنطن بتمويل مساهمين في عملية 11 سبتمبر.
يشار إلى أنه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها تقرير أميركي يضم أسماء قطريين مورطين في تمويل مجموعات إرهابية، كما تثار شكوك كثيرة حول علاقات الدوحة بالمجموعات المتشددة في الشرق الأوسط.
وارتفعت أصوات كثيرة تطالب بالتدقيق في علاقة قطر بالإرهاب خاصة في ظل سهولة اتصال المسؤولين القطريين بالمجموعات المتشددة وعقد صفقات معها يتم على إثرها إطلاق سراح رهائن.