تأتي زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، إلى لندن المقررة اليوم في أجواء غير مريحة بالنسبة إليه في ظل دعوات إلى أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إثارة قضية تمويل الإرهاب وعلاقة الدوحة بها مع الضيف القطري.
وتولت الصحف البريطانية خلال الأيام الأخيرة التركيز على هذه الزيارة متسائلة هل أن الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة تسمح بالسكوت عن التقارير التي تتهم الدوحة بتمويل مجموعات متشددة في الشرق الأوسط وخاصة تنظيم “داعش”.
يشار إلى أن تقارير مختلفة بعضها أميركي سبق أن اتهمت قطر بالوقوف وراء تأسيس “داعش” وتقديم الدعم المالي له وتسهيل تسلل المقاتلين الأجانب للالتحاق بالتنظيم في سوريا بالتنسيق مع تركيا، وذلك ضمن جهود الدولتين للإطاحة ببشار الأسد.
وتجد المخاوف البريطانية تجاه دور قطر في دعم الإرهاب مشروعية لها خاصة بعد أن وضعت لندن القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي، المستشار لدى الحكومة القطرية، ضمن قائمة العقوبات، لاشتباهها في تمويله جماعات متشددة.
وفي ارتباط بموضوع “داعش” ينتظر أن يثير كاميرون مع الشيخ تميم المشاركة القطرية في التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد، وهي مشاركة تحيط بها الكثير من الأسئلة حيث اكتفت الدوحة بتسجيل اسمها ضمن قائمة دول التحالف والاكتفاء بمراقبة الوضع دون مشاركة حربية مثلما فعلت دول أخرى من مجلس التعاون.
وحذّرت شخصيات بريطانية عدة من تأثير الاستثمارات القطرية في المملكة على قرار رئيس الوزراء في إثارة ملف الإرهاب مع الضيف القطري، مشددين على الاستثمارات القائمة، أو وعود الدوحة باستثمارات جديدة لا يمكن أن تجعل بريطانيا تتخلى عن قيمها.
وطالبت هذه الشخصيات بضرورة أن يجعل كاميرون قضية “تمويل الإرهاب” على قمة أجندة المحادثات، وأن يطلب من أمير قطر اتخاذ إجراء حاسم لضمان سد أي قنوات لجمع وتوفير الدعم المادي لمسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
ودأب المسؤولون القطريون على نفي أي صلة لهم بالمجموعات المتشددة، لكن نجاح الدوحة في التوسط بإطلاق رهائن محتجزين، وسرعة الاتصال بالخاطفين زادا في منسوب الشكوك المثارة حول هذه العلاقة.
واستبعد مراقبون أن تنجح زيارة الشيخ تميم في تخفيف قلق البريطانيين من أنشطة قطر ليس فقط تجاه دعم الإرهاب، ولكن أيضا في ما أثير من شكوك حول كيفية حصولها على حق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وما أثير حولها من شبهات رشى وتأثير على شخصيات رياضية بارزة دعمت ملفها على حساب ملفات أخرى تمتلك مقومات أكبر ترشحها للقبول.
كما ينتظر أن يثير ديفيد كاميرون ملف حقوق العمال الأجانب في المنشآت الرياضية التي تبنيها قطر استعدادا لكأس العالم، خاصة في ظل التقارير السلبية التي نشرتها صحف عالمية بارزة أو أثارتها منظمات تعنى بحقوق العمال وأوضاعهم.