طالب زعيم الحوثيين أنصاره برفع الجاهزية القتالية و”الاستعداد للخيارات القادمة”، في مؤشر على اتجاه اليمن نحو مستوى جديد من العنف خاصة أن هذا التصعيد جاء متزامنا مع وصول قوات من البحرية الإيرانية إلى شواطئ اليمن.
ووصفت كلمة عبدالملك الحوثي التي ألقاها بمناسبة ذكرى عاشوراء بأنها الأكثر تحديا للداخل والخارج، حيث هاجم الحوثي الأحزاب السياسية الموقعة على وثيقة السلم والشراكة متهما إياها بعرقلة تشكيل الحكومة.
كما جدد انتقاده للرئيس عبدربه منصور هادي ووصفه بأنه لعبة بيد أطراف إقليمية ودولية، وحمّله مسؤولية اغتيال المفكر والسياسي المعتدل محمد عبدالملك المتوكل لرفضه خوض الحرب ضد ما أسماه “الجماعات التكفيرية”.
وفي رد على تقارير دولية تحدثت عن إدراج اثنين من مساعديه في قائمة العقوبات الدولية من بينهما شقيقه الأصغر إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قال الحوثي: “لا يخيفنا مجلس الأمن ولا الدول العشر لأننا نحمل ثقافة روحية وعزيمة، هيهات منا الذلة”.
وكان مكتب الرئيس اليمني السابق قد أصدر أمس بيانا هاما قال فيه إن الرئيس علي عبدالله صالح قد تلقى إنذارا من السفير الأميركي بصنعاء يمهله حتى الخامسة من مساء الجمعة لمغادرة اليمن حتى لا يتم فرض عقوبات دولية عليه.
وقال مصدر مسؤول في المؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي حكم بواسطته صالح) بأن السفير الأميركي ماثيو تويلر أبلغ الحزب بهذا الإنذار عبر وسيط.
وعلى صعيد التحركات الحوثية في اتجاه الجنوب، وتأكيدا لما نشرته “العرب”، قالت مصادر قريبة من الحراك الجنوبي إن القيادي الحوثي محمد البخيتي أجرى لقاءات مع قيادات الحراك في عدن عبر خلالها عن رفض جماعته لتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وفقا لما أقره مؤتمر الحوار الوطني.
ومن جهة أخرى قالت مصادر أمنية في محافظة عدن إن المئات من عناصر اللجان الشعبية التي شكلها الرئيس هادي خلال العامين الماضيين بغرض محاربة تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة قد تدفقت إلى محافظة عدن بعد توارد أنباء عن نية الحوثيين دخول المدينة.
وفي تطور لافت وفي ما يعد أول اعتراف رسمي من قبل الحوثيين بالسيطرة على باب المندب قال رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” الحوثية حسين العزي في منشور على صفحته على الفيسبوك: “إلى القلقين بخصوص باب المندب، عليكم أن تقلقوا فقط في حالة واحدة وهي عندما تقرر أي جهة التدخل في شؤون اليمن الداخلية أو الاعتداء على شبر من أراضيه (…)”.
وتأتي تحركات الحوثيين الرامية إلى السيطرة على عدن وباب المندب بالتزامن مع تحركات عسكرية إيرانية كشفت عنها قيادة القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني التي كشفت النقاب عن “إرسال قطع بحرية عبارة عن بارجة حربية ومدمرة إلى خليج عدن” لـ”حماية المصالح الإيرانية في المياه الدولية”. وفقا لوكالة الأنباء الرسمية في إيران “إرنا”.
وقالت الوكالة إن “المجموعة الثانية والثلاثين التابعة لسلاح البحر للجيش الإيراني غادرت بعد مراسم خاصة ميناء بندر عباس متجهة إلى خليج عدن وذلك لتأمين خطوط الملاحة البحرية للسفن الإيرانية”.
وبحسب الوكالة تشتمل المجموعة علي “مدمرة جماران کسفينة قيادة وبارجة بوشهر کسفينة إسناد” بدأت مهمتها من “منطقة بندر عباس وستعبر في إطار مهمتها الموکلة إليها مضيق هرمز وميناء جاسك وبحر عمان وشواطئ مكران وشمال المحيط الهندي وخليج عدن ومضيق باب المندب”.
وبررت الوكالة سبب “إرسال هذه المجموعة من القطع البحرية من قبل أرکان قيادة سلاح البحر للجيش إلي خليج عدن من أجل حماية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المياه الدولية”.
وقال مراقبون إن إيران التي لا تخفي دعمها للحوثيين في سيطرتهم على أهم المحافظات اليمنية، تعمل على تحويل تقسيم اليمن إلى أمر واقع مستفيدة من غياب أي خصم عسكري للحوثيين على الأرض،.
وكانت منابر إعلامية قد نقلت عن مصادر سياسية في الحراك الجنوبي قولها إنّ لقاء عُقد مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت، جمع نشطاء في الحراك المطالب بانفصال اليمن الجنوبي مع قيادات سياسية إيرانية.
وقالت المصادر إن اللّقاء تم بطلب ودعوة من الاستخبارات الإيرانية، وحضره نشطاء جنوبيون، بينهم نجل قيادي بارز في الحركة الاحتجاجية بجنوب اليمن.
وأشارت إلى أنّ النشطاء الجنوبيين أطلعوا الجانب الإيراني على التطورات التي تشهدها كبريات مدن الجنوب، وطالبوا بمضاعفة التمويل الإيراني لضمان السيطرة على الحركة الاحتجاجية بالجنوب.