تنتظر السلطات المصرية الخطوات التي ستقدم عليها قطر في التعامل مع ملف الإخوان، بعد إمضائها اتفاق الرياض التكميلي الذي يلزمها بمراجعة نقاط الخلاف مع دول المجلس ومن ضمنها موضوع التحريض على مصر.
وقال مراقبون إن الليونة الظاهرة في الملف المصري القطري، بعد مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخيرة، من المتوقع أن تفضي إلى واقع جديد يدفع الإخوان الهاربين للدوحة إلى البحث عن اسم “الحضن الدافئ” التالي الذي ستلجأ إليه الجماعة بديلا من قطر.
وتوقع المراقبون أن تطالب القيادة القطرية عشرات من العناصر الإخوانية إلى المغادرة سريعا ودون أن تسلمهم إلى مصر، على أن تكون قبلتهم تركيا أو السودان، وهما البلدان اللذان يعيشان ضغوطا بدورهما لدفعهما إلى تغيير سياساتهما تجاه المحيط الإقليمي وفي مقدمة هذه السياسات العلاقة مع الإخوان.
واستبعد هؤلاء أن تجازف أي دولة غربية بقبول الإخوان الذين ستطردهم قطر، لأن من شأن ذلك أن يوتّر علاقتها بمصر بدرجة أولى وبدول خليجية بدرجة ثانية.
وتنتظر مصر من قطر الالتزام بموقفها الذي أعلنته في قمة الأحد الماضي بالرياض، بعدم التدخل في شؤون أي دولة عربية، فضلا عن المبادرة بتسليم أكثر من 100 قيادي إخواني من الصفوف الأولى والثانية للتنظيم مطلوبين للقضاء المصري.
وكانت الدوحة قد طلبت في أغسطس الماضي من سبعة قياديين من الإخوان مغادرة الدوحة لاسترضاء الشركاء الخليجيين، وضمت قائمة المغادرين أسماء بارزة مثل عمرو دراج وزير التخطيط في عهد مرسي، ومحمود حسين أمين عام الجماعة، بالإضافة إلى الداعية وجدي غنيم.
وجاءت الوعود التي أقرت بها الدوحة بالإضافة إلى تغيير خطاب قناة الجزيرة تجاه القاهرة، عكس ما أكدته الجماعة من أنها حصلت على وعود من مسؤولين قطريين، بأنه لا قلق على قادتها وأن لا نية للتخلي عنهم.
واعتبر المراقبون أن تصريحات الجماعة ربما تهدف إلى إثارة الشكوك حول المصالحة المصرية القطرية المتوقعة، تمهيدًا للبحث عن حليف آخر.
وفي هذا السياق، قال كمال حبيب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية لـ”العرب”، إن سياسات الإخوان المعادية لمصر، جعلتهم يبحثون دائمًا عن حليف إقليمي أو دولي، موضحًا أن توقيع قطر للاتفاق المكمل للمصالحة، سيجعل الإخوان في مهب الريح.
من جانبه، قال هشام النجار، وهو باحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الجماعة لا يعنيها لو تعارضت مصالح القوى التي تتحالف معها مع مصالح مصر، مشيرًا إلى أن الإخوان تنظيم يبحث عن السلطة بأي وسيلة ولا يمانع التحالف مع الشيطان.
ولاحظ متابعون لتحركات الإخوان الخارجية، أن تراجع الدعم الأميركي واقتراب الإعلان عمليا عن التخلي القطري عنهم، يعكسان القصور التاريخي في تفكير الجماعة، مؤكدين أن عجزها عن إنشاء حاضنة شعبية في الداخل تحميها من العواصف يجعلها تتدثر دائما برداء قوى خارجية، تكون لها بمثابة العاصم والسند وقت الشدة.
وتوقع المتابعون للشأن الإخواني أن يتكرر السيناريو القطري قريبا مع تركيا، لأن ورقة الإخوان فقدت بريقها في أيدي أنقرة، بعد أن تسببت لها في المزيد من المشكلات، وتحولت إلى عبء عليها واتخذت كمدخل للتدليل على التواطؤ الحاصل من قبل أنقرة مع تنظيم “داعش”.
ولاحظ هؤلاء المتابعون أنه ومهما كانت التصريحات التركية إيجابية حيال الإخوان، فإن معطيات السياسة ومصالح الدول هي الأقوى.