فشلت دعوات المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية، التي تشهدها البحرين اليوم، وذلك في ظل الاستجابة المتصاعدة من قبل الناخبين للمشاركة.
يأتي هذا فيما تواصل الحكومة البحرينية تمسكها بالحوار مع المعارضة رغم دعوات المقاطعة، وما يثار من شكوك حول وجود أجندات خارجية تنفذها هذه المعارضة.
وكشف رئيس هيئة التشريع والإفتاء القانوني المدير التنفيذي لانتخابات البحرين النيابية والبلدية عبدالله البوعينين عن أن أعداد المشاركين من المترشحين قد تجاوزت مثيلاتها في الانتخابات السابقة وكذلك أعداد المقترعين في الخارج.
وقللت وزيرة الإعلام سميرة رجب من جدوى دعوات المقاطعة، قائلة إنه “سبق أن قاطعت جمعيات سياسية العملية الانتخابية وسارت العملية وحقق ممثلو الشعب الكثير من الإنجازات والجميع مدعو إلى المشاركة في هذا العمل الوطني الهام”.
وشهد موفد العرب إلى المنامة التجاوب بين المرشحين والناخبين عبر جولة في خيم المرشحين في ضواحي العاصمة البحرينية.
وعبر المرشح عبدالله العيناتي عن أمله في أن تجتمع كل الفصائل على أرضية وطنية واحدة من أجل صناعة المستقبل.
وأكد العيناتي، وهو دبلوماسي سابق وعمل في الأمم المتحدة، في تصريحه لـ”العرب” على أن بوصلة الناخب البحريني تتجه إلى الوطنية وليس إلى الطائفية، معترفا بوجود خلاف بين توجهات المجتمع البحريني واصفا إياه بالخلاف الصحي.
وتؤكد الحكومة أنها تبقى منفتحة على الحوار مع المعارضة الشيعية التي تقاطع الانتخابات، إلا أنها لن تقبل بـ”الفوضى”.
وأكدت سميرة رجب “لن يقفل باب الحوار حتى وصولنا إلى توافقات”، مشددة على أنه “لا يمكن تعطيل كل المشروع الإصلاحي وتعطيل كل مصالح الدولة من أجل الوصول إلى اتفاق أو توافق مع طرف سياسي واحد”.
وفشلت عدة جولات من الحوار الوطني في إخراج البلاد من حالة التجاذب، كما لم تؤد إلى نتيجة ورقة اقترحها مؤخرا ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة تضمنت تقسيما انتخابيا جديدا ومنح البرلمان صلاحية استجواب رئيس الوزراء وإجباره على استشارة النواب في تسمية الوزراء غير المنتمين إلى أسرة آل خليفة الحاكمة فضلا عن إصلاح القضاء بمساعدة خبراء دوليين.
وأضافت “نحن قادرون على ترتيب أوراقنا لأن هذه كلها خلافات داخلية، ولكن عندما يكون هناك وقود خارجي تكون المشكلة.
وحول الاتهامات بوجود “أجندة سعودية” في البحرين مقابل الأجندة الإيرانية، قالت رجب إن “البحرين عضو في مجلس التعاون ونحن إقليم واحد ولا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه أجندة سعودية في البحرين”.
واعتبر مراقبون أن نجاح الانتخابات، وتسجيل نسبة مشاركة عالية، سيكون رسالة قوية إلى إيران التي عملت على التدخل في الشأن البحريني وتجييره لفائدتها من بوابة شخصيات معارضة مكلفة بتنفيذ أجندتها في البحرين مثلما تفعل الأحزاب الدينية في العراق التي لا تخفي تبعيتها لطهران.
يشار إلى أن إيران عملت ومنذ 2011، على تحريك احتجاجات مناوئة للبحرين، لكن السلطات البحرينية أحبطت الخطة الإيرانية وأماطت اللثام عن أكثر من خلية تخطط لإثارة الفوضى موجهة من طهران أو من حزب الله اللبناني الموالي لها.
إلى ذلك، رفض الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية وصف بعض أطياف المعارضة للانتخابات البرلمانية والبلدية بكونها “مسرحية هزلية”، مشددا على أن الانتخابات والتي تبدأ صباح اليوم السبت هي انعكاس حقيقي لإرادة المشاركين فيها من أهل البحرين.
وقال “لا أعتقد أنه من اللائق أن توصف إجراءات متعلقة بأن يبدي مواطنون رأيهم في ما يتعلق بانتخاب ممثليهم بالبرلمان بكونه مسرحية هزلية”.
ويري الوزير، الذي يترأس اللجنة العليا للانتخابات 2014 أن كل تلك الأوصاف التي تطلقها بعض أطياف المعارضة على الانتخابات ليست إلا “تبريرات غير منطقية لموقفها المقاطع للعملية الانتخابية”.