قابلت غالبية البحرينيين حملات الترهيب التي مارستها جمعيات دينية وطائفية عليهم لدفعهم إلى مقاطعة الانتخابات بالتحدي، وأقبلوا أمس على مراكز التصويت بكل حماس.
وأعلن وزير العدل والشؤون الإسلامية البحريني، خالد آل خليفة، أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بلغت 51.5 بالمئة، فيما بلغت نسبة المقاطعة 16 بالمئة.
وبين الوزير في مؤتمر صحفي عقب إغلاق صناديق الاقتراع حضره موفد "العرب" إلى المنامة "أن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية بلغت 53.7 بالمئة، ونسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بلغت 51.5 بالمئة.
وأعلنت اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات ووزير العدل خالد آل خليفة، في بيان مشترك، تمديد التصويت لمدة ساعتين نتيجة "الإقبال الكبير".
وتوجه عدد من الناخبين في منطقة الدراز إلى مراكز خارج مدينتهم بعد أن سدت عناصر من المعارضة الشيعية الطرقات أمامهم بجذوع النخيل.
وقال المدير التنفيذي للانتخابات عبدالله البوعينين في إجابة على سؤال “العرب” عما إذا كانت السلطات قد مارست دورها في حماية الناخبين من التهديدات “إن رجال الشرطة قد فتحوا الشوارع المغلقة أمام الناخبين، إلا أن التهديدات وصلت إلى أكثر من ذلك”.
وبين أن هناك إقبالا كبيرا على المراكز العامة نتيجة تخوف البعض من التوجه إلى المراكز الفرعية في بعض المناطق.
وقال المرشح النيابي مرتضى حيدر كاظم إن نسبة كبيرة من الناخبين من منطقة الدراز أدلوا بأصواتهم في غير مركزهم الانتخابي إثر التهديدات التي تلقوها.
وتوقع ألا تتجاوز نسبة الإقبال على مركز التصويت في منطقة الدراز أكثر من 15 بالمئة بسبب التخويف الذي مارسته المعارضة.
بالمقابل، رفض القاضي نبيل السيد الزلاقي المشرف على المركز الانتخابي في الدراز تحديد نسبة المشاركة قبل إغلاق صناديق الاقتراع، إلا أنه حدد عدد الناخبين في ذلك المركز بـ6970 ناخبا.
ودعي 349 ألفا و713 ناخبا إلى انتخاب أربعين نائبا من بين 266 مرشحا بينهم 23 من الأعضاء السابقين في مجلس النواب.
وقالت سيدة عرّفت اسمها بـ”أم أحمد” قبيل توجهها للتصويت في منطقة الدراز التي تستحوذ عليها المعارضة إن رفضها دعوات المقاطعة نابع من احترامها لمنطقتها.
وأضافت إن “الديمقراطية تحتم على من يقاطعون الانتخابات أن يحترموا رغبتي في التصويت ويوقفوا التهديدات لأهالي المنطقة”.
فيما أشارت سيدة أخرى عرفت نفسها لموفد “العرب” بـ”أم علي” متحفظة على ذكر اسمها كاملا إلى أنها تمثل نفسها وصوتها ولا تبالي بالتهديد والمقاطعين.
وعبر محسن سلمان وزوجته عن رفض فكرة المقاطعة، وقال في تصريح لـ”العرب”: “إن شقيقه المرشح النيابي حسين الحمر، تعرض للتهديد وحرقت أملاكه من قبل جماعات المقاطعين، وهو اليوم يتحداهم بخياره وخيار زوجته في التصويت”.
ولاحظ موفد “العرب” النسبة العالية من النساء اللاتي أقبلن على التصويت ويبدو ذلك واضحا في طابور النساء المنتظرات للإدلاء بأصواتهن في تلك المنطقة التي تضم ملعب البحرين ومنزل رئيس الوزراء.
ووصف متابعون لحركة التصويت تصريح رئيس جمعية الوفاق الشيعية المعارضة علي سلمان بألا تتجاوز نسبة المشاركة 30 بالمئة، بالكلام غير “الواقعي”.
وتتهم الحكومة المعارضة الشيعية بالموالاة لإيران وأن أعضاءها يتدربون بإشراف عناصر من حزب الله اللبناني.
وقال عبدالله البوعينين، المدير التنفيذي للانتخابات إن هناك “كثافة” على التصويت متوقعا أن تكون نسبة المشاركة “واعدة”.
وبين البوعينين في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة المنامة أن هناك “إقبالا كبيرا” على التصويت في المراكز العامة وعددها 13.
وعن نسبة المشاركة في الخارج، بيّن أنها 3 أضعاف نسبة المشاركة في انتخابات 2010.
وفي رده على سؤال حول ما يشاع حول انسحاب مرشحين في وقت سابق على انطلاق الانتخابات، بين أن بعض المرشحين قدموا أوراقهم للترشيح ثم انسحبوا على إثر تهديدات بالفعل، دون أن يحدد عددهم.
وفيما يتعلق بوجود رقابة من جمعيات خارجية، قال إن هناك 8 جمعيات محلية تتولى الرقابة على الانتخابات عبر 350 مراقبا لها.
ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت نحو 349.713 سيقومون باختيار 39 عضواً للمجلس النيابي، من بين 266 مرشحاً، و29 عضواً للمجلس البلدي من بين 153 مرشحاً، وذلك بعد أن تمت تزكية مترشحين أحدهما لعضوية المجلس النيابي والآخر للبلدي.
"العرب اللندنية"